أسدل الستار مساء السبت 25 أكتوبر 2025 على فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للقيتارة “تالكَيتارت”، الذي نظمته جمعية منتدى أكادير ميموري بشراكة مع ولاية جهة سوس ماسة ومجلس الجهة والجماعة الترابية لأكادير والمعهد الفرنسي وعدد من المؤسسات الثقافية والإعلامية، وسط نجاح جماهيري كبير فاق كل التوقعات.
فقد تحولت ساحة سينما صحراء وساحة ولي العهد وشارع علال بن عبدالله إلى فضاءات نابضة بالإيقاع والحياة على مدى ثلاثة أيام، حيث عاش جمهور أكادير وزوارها لحظات موسيقية فريدة جمعت بين أنغام القيتارة الإفريقية والأمازيغية والعالمية في مشهد احتفالي جسد روح الانفتاح والتنوع الثقافي الذي يميز المدينة.
السهرة الختامية جاءت تتويجا لمسار موسيقي غني بمشاركة فنانين من المغرب والجزائر وبوركينا فاسو ومالي، حيث تألق الفنان سليف ديارا من بوركينا فاسو بأنغامه الإفريقية الأصيلة، وقدمت مجموعة إيزوران ن صحراء من زاكورة عرضا مبهجا يمزج بين الإيقاع الأمازيغي الصحراوي والأنغام المعاصرة، فيما أبدع باشكو كَناوة من أكادير في تقديم توليفة جمعت الروح الكناوية بالأداء العصري، بينما أشعلت المجموعة الأمازيغية يوبا بوند منصة ساحة ولي العهد بإيقاعاتها السوسية المتميزة، لتتبعها الفنانة فاتوماتو سوبيكا من بوركينا فاسو بصوتها القوي والعميق، ثم الفنان المغربي عزيز سحماوي الذي قدم عرضا راقيا جمع بين الإيقاعات المغربية والإفريقية، واختتم الفنان الجزائري قادر ترهانين السهرة بأداء صحراوي حمل الجمهور إلى أعماق الصحراء الكبرى.

وعرفت الدورة مشاركة فنية مميزة عبر ثلاث ليال متتالية تألقت خلالها أسماء فنية من داخل المغرب وخارجه، حيث افتتحت العروض بمشاركة مجموعة سعيد تراگالت من المحاميد الغزلان، ومجموعة محمد عالي عيلا من السمارة، إلى جانب مجموعة ماليك دياو من السنغال، كما أبهرت الفنانة زورا تانيرت الجمهور بأدائها لأغاني الفنان الراحل عموري مبارك، فيما أتحفت مجموعة جمال أوصفي الجمهور بروائعها الأمازيغية، وقدمت مجموعة شريف سيباستيان من مالي وفرنسا عرضا إفريقيا متنوعا، كما تألق الفنان علي فايق على منصة ولي العهد بمزيج من الإيقاعات السوسية والأمازيغية، وشاركت كذلك مجموعة كيا لوم من السنغال ومجموعة هند النعيرة من الصويرة التي مزجت بين التراث الكناوي والإيقاعات الحديثة، إلى جانب مجموعة تاروا نتينيري من ورزازات ومجموعة نامو من السنغال والفنانة كلوريا ماسيكا من كينيا والفنان بومبينو بوند من النيجر وعزيز أوزوس من “أكادير أمستردام”.

واعتبر المنظمون أن دورة 2025 كانت الأنجح منذ انطلاق المهرجان، سواء من حيث جودة العروض أو حجم المشاركة الدولية أو الإقبال الجماهيري الكبير الذي ملأ فضاءات المدينة وأضفى عليها طابعا احتفاليا عالميا، مؤكدين أن “تالكَيتارت” أصبح موعدا سنويا ثابتا يحتفي بالموسيقى كجسر للتواصل بين الشعوب، ويكرس مكانة أكادير كعاصمة للأنغام وملتقى للفنانين من مختلف القارات.
كما عبروا عن امتنانهم العميق لكل الشركاء والداعمين والجمهور الذي ساهم في إنجاح هذه التظاهرة، مؤكدين أن أكادير أثبتت مرة أخرى أنها مدينة الحياة والفن والذاكرة، وأن القيتارة ما تزال رمزا للسلام والمحبة والتنوع الإنساني، حيث عزفت المدينة في ختام المهرجان سيمفونيتها الخاصة التي جمعت بين إفريقيا والأمازيغ في نغمة واحدة تنبض بالحياة والإبداع.
أكادير: إبراهيم فاضل
.






