كشفت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها ضواحي مدينة مراكش عن واقع مقلق للبنية التحتية بدوار الهنا، التابع لجماعة تسلطانت، حيث تحولت الأزقة والمسالك إلى برك مائية وحفر عميقة، ما أعاد إلى الواجهة معاناة ساكنة المنطقة مع وضع يتكرر مع كل موسم مطري، دون حلول جذرية تلوح في الأفق.
ومع أولى الأمطار، شُلّت حركة السير داخل الدوار، وازدادت صعوبة تنقل السكان، في مشهد يعكس غياب التجهيزات الأساسية، من طرق معبدة وشبكات فعالة لتصريف مياه الأمطار، وهو ما فاقم من معاناة يومية تعيشها الساكنة منذ سنوات.


وتطرح هذه الوضعية، بحسب متتبعين للشأن المحلي، تساؤلات جدية حول نجاعة التدبير الجماعي، خاصة وأن جماعة تسلطانت تعد من الجماعات المحاذية لمدينة مراكش، التي تسوّق كواجهة سياحية عالمية، في وقت تعاني فيه بعض دواويرها من مظاهر التهميش وغياب أبسط شروط العيش الكريم.
وترجع الساكنة، التي سبق لها أن عبّرت مرارا عن استيائها، هذا الوضع إلى ما تصفه بسوء التخطيط وتراكم سنوات من الإهمال، معتبرة أن المجلس الجماعي الحالي، الذي يسيره حزب الأصالة والمعاصرة، لم ينجح في تنزيل وعوده الانتخابية على أرض الواقع، خصوصا تلك المتعلقة بتأهيل الطرق والبنية التحتية.
ويؤكد عدد من المواطنين أن الحفر المنتشرة لا تُمثل فقط عرقلة يومية للتنقل، بل تشكل خطرا حقيقيا على سلامة الأطفال وكبار السن، فضلا عن الخسائر المادية التي تتكبدها المركبات، في ظل غياب أي تدخل استعجالي يخفف من حدة الوضع.
وفي هذا السياق، تتعالى مطالب الساكنة بضرورة فتح تحقيق حول أسباب تعثر مشاريع التأهيل، وربط المسؤولية بالمحاسبة، مع الدعوة إلى تبني مقاربة تشاركية حقيقية تشرك السكان في تحديد الأولويات التنموية، بدل الاستمرار في حلول ترقيعية سرعان ما تنهار مع أول اختبار طبيعي.
براهيم افندي





















































