اعتداء شنيع على مراسل فلاش 24 بالدار البيضاء… جريمة ضد الصحافة تستوجب تحريك المساطر القانونية

Boubker BAROUD13 ديسمبر 2025 مشاهدة
اعتداء شنيع على مراسل فلاش 24 بالدار البيضاء… جريمة ضد الصحافة تستوجب تحريك المساطر القانونية

شهدت مدينة الدار البيضاء واقعة خطيرة تمسّ جوهر حرية الصحافة، بعدما تعرض أحد مراسلي جريدة فلاش 24 لاعتداء جسدي ولفظي وحشي، أثناء قيامه بواجبه المهني في تغطية ورش مشروع بناء، في حادث أثار موجة استنكار واسعة داخل الأوساط الإعلامية والحقوقية.

وحسب المعطيات المتوفرة، فإن المراسل كان بصدد إنجاز عمله الصحفي بشكل عادي وقانوني بالشارع العام، قبل أن تقدم المسؤولة عن المشروع على منعه بالقوة من التصوير، ليتحول المنع إلى تهجم عنيف واعتداء جسدي في مشهد صادم يعكس استخفافا خطيرا بحرية الصحافة وبالقوانين الجاري بها العمل.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تشير الوقائع، حسب فيديو مباشر على إحدى الصفحات الاعلامية، إلى أن المسؤولة ذاتها قامت بإدخال المراسل بالقوة إلى داخل العمارة، في محاولة يائسة لتبرير سلوكها الهمجي والتغطية على فعلها الشنيع، ما يشكل تطورا خطيرا يرقى إلى الاحتجاز القسري والتهديد المباشر لسلامة مراسل صحافي أثناء أدائه لمهامه.

ويعد هذا الحادث اعتداء سافرا على الجسم الصحافي برمّته، وطعنة جديدة تتلقاها مهنة المتاعب من كل من دبّ وهب، في ظل تنامي مظاهر العنف والتضييق على الإعلاميين، بدل الاحتكام إلى القانون واحترام المؤسسات.

و لا يمكن اعتبار ما وقع حادثا معزولا، بل هو مؤشر مقلق على تنامي ثقافة الإفلات من العقاب، ومحاولة إسكات الصحافة بالقوة، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع الدستور المغربي الذي يكفل حرية التعبير والعمل الصحفي، ومع القوانين التي تجرّم العنف والاعتداء.

وأمام خطورة هذه الأفعال، يطالب مهنيون وفاعلون إعلاميون بـتحريك المساطر القانونية بشكل عاجل في حق المسؤولة عن المشروع، وفتح تحقيق جدي ومستقل لترتيب المسؤوليات القانونية، حماية للصحافيين وصونا لكرامتهم، وردعا لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على ممثلي الإعلام.

كما يدعو الجسم الصحافي إلى ضرورة توفير الحماية القانونية والميدانية للصحافيين، ووضع حد نهائي لمسلسل الاعتداءات المتكررة التي تهدد سلامة الإعلاميين وتفرغ حرية الصحافة من مضمونها.

عاجل