تعيش مدينة مراكش هذه الأيام على إيقاع الاستعداد لافتتاح مرأب عرصة المعاش، أحد المشاريع الحضرية الكبرى التي تراهن عليها الجماعة الحضرية لتنظيم حركة السير وتخفيف الاكتظاظ الذي تعرفه المناطق المجاورة لساحة جامع الفنا وقلب المدينة العتيقة.
ويمتد المرأب الجديد على مساحة مهمة ويتكون من طابقين يتيحان استيعاب مئات السيارات والدراجات، كما يضم مرافق حديثة لشحن المركبات الكهربائية وتنظيم حركة الدراجات النارية والهوائية. وقد روعي في تصميمه الانسجام مع الطابع المعماري للمدينة العتيقة، من خلال اعتماد مواد وأساليب بناء تحافظ على جمالية النسيج التقليدي.
ويرتقب أن يساهم المشروع في الحد من الوقوف العشوائي للسيارات والدراجات بمحيط ساحة جامع الفنا والأسواق القريبة، ما سيساهم في انسيابية حركة السير داخل الأحياء القديمة وتحسين ظروف التنقل للسكان والزوار، إضافة إلى تشجيع اعتماد وسائل نقل مستدامة.
ويشكل مرأب عرصة المعاش حلقة ضمن سلسلة مشاريع مهيكلة أطلقتها جماعة مراكش في السنوات الأخيرة لتأهيل الفضاء العام وتطوير خدمات النقل والركن. ومن المنتظر أن يكون هذا الفضاء الجديد متنفسا تنظيميا يخفف العبء عن الشوارع المحيطة ويعزز جاذبية المدينة كوجهة سياحية تجمع بين الأصالة والتحديث.
افتتاح المرأب يمثل محطة جديدة في مسار تحديث البنية التحتية الحضرية لمراكش، ورسالة تؤكد التزام السلطات المحلية بتحسين جودة الحياة في المدينة العتيقة عبر حلول عملية تحترم التاريخ وتستجيب لتحديات الحاضر والمستقبل.
لفغيري سمير
