ساهمت التساقطات الثلجية التي شهدتها عدد من مناطق المملكة، خاصة بالأطلس الكبير والمتوسط والريف، في إعطاء دفعة إيجابية للموارد المائية، وسط آمال متزايدة في التخفيف من حدة الجفاف الذي ألقى بظلاله خلال السنوات الأخيرة على مختلف القطاعات الحيوية.
وأكد مختصون في الشأن المناخي أن الثلوج تلعب دوراً أساسياً في تغذية الفرشات المائية والسدود، إذ تذوب بشكل تدريجي، ما يسمح بتسرب المياه إلى باطن الأرض واستدامة الموارد المائية على المدى المتوسط،
عكس التساقطات المطرية الغزيرة التي قد تؤدي إلى جريان سطحي سريع دون استفادة كافية.
كما انعكست هذه التساقطات بشكل إيجابي على الموسم الفلاحي، خاصة في المناطق الجبلية وشبه الجبلية، حيث ينتظر أن تساهم في تحسين الغطاء النباتي وإنعاش المراعي، مما سينعكس بدوره على تربية الماشية ويخفف من معاناة الكسابة المتضررين من توالي سنوات الجفاف.
وفي السياق ذاته، أوضحت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن هذه الاضطرابات الجوية تندرج ضمن نمط مناخي موسمي معتاد، داعية إلى مواصلة ترشيد استعمال المياه واستثمار الفترات الرطبة بشكل عقلاني، تحسباً لأي تقلبات مناخية مستقبلية.
ويرى متابعون أن هذه التساقطات، رغم أهميتها، تبقى غير كافية لوحدها لتجاوز الإكراهات المائية بشكل نهائي، ما يستدعي تسريع تنزيل السياسات العمومية المرتبطة بالأمن المائي، من خلال تحلية مياه البحر، وإعادة استعمال المياه العادمة، وتعزيز ثقافة الاقتصاد في الماء.
لفغيري سمير





















































