في ساحة التبوريدة، حيث يتنافس كبار المقدمين وسربات الفروسية التقليدية من مختلف جهات المملكة، برز اسم الفارس الحسين أݣراض، ابن مدينة الدشيرة الجهادية وجهة سوس ماسة، كأحد الوجوه المشرّفة التي رفعت راية المنطقة عاليا خلال المعرض الدولي للفرس بالجديدة 2025.
وسط منافسة قوية جمعت خيرة المقدمين على الصعيد الوطني، استطاع أݣراض أن يفرض ذاته ويصنع الفارق، محتلا اليوم الرتبة الخامسة عن جدارة واستحقاق، ليؤكد أن سوس ماسة قادرة على منافسة الكبار والتموقع في قلب المحافل الوطنية الكبرى.
الحسين أݣراض ليس مجرد فارس تقليدي، بل هو مقدم سربة جمعية سوس ماسة للفروسية وقائد ملهم لأجيال صاعدة من الشباب، الذين يرى فيهم امتدادا لهذا الموروث الثقافي العريق. ورغم الإصابة التي تعرض لها في إحدى المسباقات السنة الماضية وكاد أن تحرمه من المشاركة في مسابقات هذا الموسم، إلا أن عزيمته القوية قادته مجدداً إلى اعتلاء صهوة جواده، مقدما عروضا باهرة شدت أنظار الجمهور ولجنة التحكيم على حد سواء.
إنجاز أݣراض لم يكن مجرد مشاركة شكلية، بل كان بمثابة رسالة واضحة مفادها أن أبناء الدشيرة وسوس ماسة حاضرون بقوة في ساحة التبوريدة المغربية، وأن دعم المجلس الجماعي للدشيرة ومختلف الفاعلين المحليين أصبح أمرا ضروريا لضمان الاستمرارية وحماية هذا التراث اللامادي الذي يمثل جزءا من الهوية المغربية الأصيلة.
وتتواصل منافسات الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة على مدى خمسة أيام، بمشاركة 18 سربة من مختلف جهات المغرب، حيث تتبارى على أساس معايير دقيقة تشمل الانضباط الجماعي، جودة السروج واللجام، قوة الطلقات النارية والانسجام الفني في العروض.
وتندرج هذه المنافسات ضمن فعاليات الدورة الـ16 من معرض الفرس بالجديدة، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، والتي تحمل هذه السنة شعار: “العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية”. المعرض رسخ مكانته كموعد دولي بامتياز، بفضل حضور وازن لخبراء ومهنيين من داخل المغرب وخارجه، إلى جانب برمجة ثقافية وعلمية وفنية غنية ومتنوعة.
بهذا التتويج، يكون الحسين أݣراض قد كتب اسمه بأحرف من ذهب وسط نخبة عمالقة التبوريدة المغربية، مؤكدا أن سوس الكبير لا تزال خزانا للأبطال الذين يجمعون بين الشغف، الأصالة، والوفاء لتراث الأجداد.
الدشيرة : إبراهيم فاضل
