شهدت مدينة مراكش، يوم الأربعاء 3 دجنبر 2025، توقيع مذكرة تفاهم تاريخية بين المديرية العامة للأرصاد الجوية المغربية والمركز الوطني للأرصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة. جرى التوقيع على هامش الدورة الـ19 للمؤتمر العالمي للماء، حيث وقّع على المذكرة المدير العام للأرصاد الجوية المغربية محمد دخيسي ونظيره الإماراتي الدكتور عبد الله المندوس.
تهدف هذه المذكرة إلى إرساء إطار استراتيجي للتعاون والحوار المستمر بين البلدين الشقيقين في المجال الحيوي للأرصاد الجوية. وتمثل خطوة عملية لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات المناخية المشتركة، وتعزيز القدرات التنبؤية عبر تبادل الخبرات والتقنيات المتقدمة.
وبموجب بنود الاتفاق، يلتزم الطرفان بتعزيز التعاون التقني والعلمي في مجالات متعددة، تشمل الرصد الجوي والبحري، وتنبؤات الطيران، ومراقبة الغلاف الجوي. كما ينص الاتفاق على التنسيق المستمر لتبادل البيانات والمعلومات الجوية لتحسين دقة التنبؤات.
من أبرز محاور التعاون المشترك التي نصت عليها المذكرة التركيز على المجالات التطبيقية والبحثية، مثل التنبؤات العددية للطقس، وتقنيات استمطار السحب لمجابهة ندرة المياه، ودراسة ظواهر هبوب العواصف الرملية والترابية، وتبادل الأبحاث والنشرات العلمية. كما يتضمن الاتفاق برامج لتدريب الأطر الفنية وتبادل الزيارات الميدانية والمشاركة في المؤتمرات المتخصصة.
وفي تصريح خاص، أوضح السيد محمد دخيسي أن هذا الاتفاق يركز على تعزيز التعاون في مجالات مبتكرة، مشيرا إلى أن تقنية استمطار السحب تشكل ابتكارا تكنولوجيا رئيسيا لمواجهة التحديات المائية. كما تطرق إلى أهمية استخدام رادارات الطقس والاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحسين التنبؤ بالظواهر الجوية العنيفة ودراسة آثار التغير المناخي.
من جانبه، نوه السيد عبد الله المندوس بأهمية هذه الشراكة، معتبراً أنها ستُدفع بالتعاون الثنائي إلى آفاق جديدة، خاصة في مجالات التنبؤات وتبادل المعرفة. وأكد على أهمية التعاون في ميدان استمطار السحب، نظراً لامتلاك البلدين مشاريع رائدة في هذا المجال. كما أشار إلى أن آفاق التعاون في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير عمليات التنبؤ الجوي تعد واعدة جدا.
يذكر أن المؤتمر العالمي للماء، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يستمر إلى غاية 5 دجنبر، ويشكل منصة عالمية لتبادل الحلول المبتكرة لتدبير الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية المستمرة. وتأتي مذكرة التفاهم هذه كترجمة عملية لروح التعاون والابتكار التي يدعو إليها المؤتمر، مما يعزز مكانة كل من المغرب والإمارات كفاعلين رئيسيين في مجال الأمن المناخي والاستباقية العلمية على الساحة الدولية.





















































