نعى الناشط الحقوقي عمر أربيب المناضل الراحل مصطفى البراهمة، أحد أبرز رموز اليسار المغربي وقادة منظمة إلى الأمام خلال مرحلة إعادة البناء، وأحد المؤسسين لتجربة القاعديين بالمدرسة المحمدية للمهندسين.
الراحل مصطفى البراهمة، المهندس المعماري والمناضل الصلب، اختار منذ بداياته الاصطفاف إلى جانب الطبقة العاملة وعموم الكادحين. اعتقل ضمن مجموعة 26 المعروفة بمجموعة الشهيد التهاني أمين، وتعرض لتعذيب وحشي في معتقل درب مولاي الشريف، قبل أن يقضي تسع سنوات من الاعتقال السياسي خاض خلالها عدة إضرابات عن الطعام، إلى أن أفرج عنه سنة 1994 بضغط داخلي وخارجي واسع.
بعد الإفراج عنه، واصل البراهمة مسيرته النضالية دون كلل، منخرطا في عملية إعادة بناء اليسار الجذري ومساهما في تأسيس حزب النهج الديمقراطي الذي شغل فيه منصب الأمين العام لولايتين، ثم نائب الكاتب الوطني. كما تولى مسؤوليات في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وساهم في تأسيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف.
لم يقتصر عطاؤه على السياسة والنقابة، فقد واصل مساره الأكاديمي رغم سنوات الاعتقال، فدرس القانون داخل السجن ونال الإجازة، ثم حصل لاحقا على شهادة الدكتوراه، وكان له إسهام فكري مميز في قراءة دستور 1996.
وقال عنه الحقوقي عزيز غالي: “عاش واقفاً، نبيلاً، صلباً في المبدأ، إنساناً في جوهره، وثائراً في كل تفاصيله.”
برحيل مصطفى البراهمة، فقدت الساحة السياسية المغربية صوتا نزيها لا يهادن، ومناضلا ربط النظرية بالممارسة، ومثقفا عضويا جسد قيم البساطة والتضامن والوفاء للمبادئ.
