يشهد ممر باب أحمر بمدينة مراكش حالة من الشلل الاقتصادي منذ أسابيع بسبب استمرار إغلاقه، ما تسبب في تراجع كبير لحركة التجارة داخل المنطقة. ويؤكد عشرات التجار أن هذا الوضع دفعهم نحو حافة الإفلاس بعد انخفاض عدد الزبائن بشكل غير مسبوق، إذ أصبح الوصول إلى محلاتهم صعبًا بسبب المسارات البديلة الطويلة، فيما تستمر المصاريف اليومية والالتزامات المالية دون أي مردود.
ويشير عدد من المتضررين إلى أن الإغلاق جعل محلاتهم شبه خالية طوال اليوم، وأن السلع تتكدس دون بيع، بينما تتواصل الخسائر بشكل يومي. ويضيف أحد التجار أن الوضع أصبح لا يُطاق، وأن البعض بدأ يفكر فعليًا في الإغلاق النهائي بعد عجزهم عن تغطية تكاليف الإيجار والتزاماتهم تجاه المزوّدين.
ولم يقتصر تأثير الإغلاق على التجار فقط، بل امتد إلى السكان الذين يعانون من صعوبة التنقل والوصول إلى مرافقهم اليومية. ويؤكد سكان الأحياء المحيطة أن غياب حلول بديلة زاد من معاناتهم، خصوصًا كبار السن والطلبة الذين أصبحوا مضطرين لسلوك طرق أطول وأكثر ازدحاما.

ويرى مهتمون بالتراث العمراني أن استمرار إغلاق باب أحمر يطرح تساؤلات حول وضعية المعالم التاريخية داخل المدينة العتيقة، خاصة بعد الأضرار التي لحقت ببعض البنايات جراء الزلزال الأخير. ويؤكد هؤلاء أن غياب تدخل سريع قد يلحق ضررا بسمعة المنطقة التراثية، ويؤثر على جاذبيتها السياحية.
وفي ظل هذه الأوضاع، يطالب التجار السلطات المحلية بالتدخل العاجل لإيجاد حل يعيد الحركة إلى الممر، سواء عبر تسريع عمليات الترميم أو فتح ممرات بديلة تسمح بعودة النشاط التجاري. كما يدعون إلى تقديم دعم اقتصادي يخفف من آثار الخسائر التي تكبدوها، مؤكدين أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر دون أن يخلف نتائج اجتماعية واقتصادية خطيرة على عشرات الأسر التي تعتمد في معيشتها على هذا الممر الحيوي.
لفغيري سمير





















































