في أعقاب الفيضانات العنيفة التي شهدتها مدينة آسفي يوم الأحد 14 دجنبر 2025، وما خلفته من أضرار جسيمة طالت عدداً من المرافق الحيوية، من بينها المؤسسات الجامعية الثلاث بالمدينة، أعلنت جامعة القاضي عياض عن إطلاق حزمة من المبادرات الاجتماعية والتضامنية لفائدة الطلبة المتضررين، خاصة أولئك الذين وجدوا أنفسهم في وضعية هشاشة.
وجاءت هذه الخطوة في إطار تفاعل الجامعة السريع مع هذه الظروف الاستثنائية، حيث تم تنزيل المبادرات عبر مركز التعليم الدامج والمسؤولية الاجتماعية، وفق مقاربة إنسانية تراعي البعد الاجتماعي إلى جانب الالتزام الأكاديمي. ومنذ الساعات الأولى التي أعقبت الكارثة، أحدث رئيس الجامعة خلية أزمة عملت على تعبئة الموارد البشرية والوسائل اللوجستيكية المتاحة، بهدف تقديم دعم فوري وعملي للطلبة المتأثرين.


واعتمدت خلية الأزمة آلية دقيقة لحصر الحالات المتضررة، شملت تعميم استمارة رقمية عبر البريد الإلكتروني الجامعي ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب التواصل المباشر مع الطلبة المعنيين، خاصة عبر المكالمات الهاتفية، ما أتاح تشخيصاً دقيقاً لوضعيات الهشاشة وتحديد الحاجيات الفعلية، وتكييف التدخلات وفق معطيات الواقع الميداني.
وشملت التدخلات إجراءات أكاديمية واجتماعية متعددة، من بينها تعليق الدراسة بالمؤسسات الجامعية الثلاث خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 17 دجنبر 2025، مع برمجة حصص تعويضية للدروس والأعمال الموجهة والتطبيقية، حفاظاً على السير العادي للمسار البيداغوجي. وعلى المستوى الاجتماعي، وفّرت الجامعة حلولاً للإيواء المؤقت لفائدة الطلبة الذين تضررت مساكنهم، إلى جانب توزيع الأفرشة والأغطية وملابس الضرورة، فضلاً عن مواد غذائية لتلبية الحاجيات الأساسية.


كما استفاد عدد من الطلبة من مواكبة نفسية فردية، تروم مساعدتهم على تجاوز الآثار النفسية لهذه المحنة وضمان استمرارية مسارهم الجامعي في ظروف تحفظ كرامتهم. وامتدت هذه المبادرات إلى البعد المجتمعي، حيث انخرطت أندية الطلبة التابعة للمؤسسات الجامعية الثلاث بآسفي في تنظيم عمليات تضامنية لفائدة المواطنين المتضررين، شملت توزيع وجبات ساخنة ومواد غذائية وأغطية وفرشات.
ونُفذت هذه المبادرات تحت إشراف خلية الأزمة، وبشراكة مع إدارات المدرسة العليا للتكنولوجيا، والكلية متعددة التخصصات، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بآسفي، وبمشاركة فعالة للأطر الإدارية والتقنية وأندية الطلبة، في تجسيد لتضافر الجهود داخل الأسرة الجامعية.
وبهذه المناسبة، جددت جامعة القاضي عياض تأكيد التزامها بقيم التضامن والإدماج والمسؤولية المجتمعية، مثمنة روح التعبئة والتعاون التي أبان عنها مختلف المتدخلين، ومؤكدة مواصلة مواكبة طلبة مدينة آسفي إلى حين تجاوز الآثار المترتبة عن هذه المحنة، انسجاماً مع رسالتها الأكاديمية والإنسانية.





















































