اثار الدكتور محمد طلال لحلو، الباحث في المالية الإسلامية، جدلا بعد تحذيره من انتشار خدمة اشتر الان وادفع لاحقا (BNPL) في المغرب، معتبرا اياها قالبا جديدا من القروض الربوية المغلفة التي تدار عبر وسطاء ماليين دون رقابة شرعية كافية.
وجاءت تصريحات لحلو بعد اعلان اول شركة مالية حصولها على رخصة رسمية لتقديم خدمة BNPL في السوق المغربية، وهي خدمة تقوم على تمكين الزبون من اقتناء سلعة فورا وتأجيل ادائها على اقساط، دون المرور عبر الإجراءات البنكية المعتادة.
وأوضح المتحدث ان هذه الخدمة، المنتشرة في اوروبا ودول الخليج، قد تتحول الى باب جديد للربا اذا كانت الجهة الوسيطة مؤسسة مالية تتقاضى فوائد غير معلنة على عمليات التمويل.
وفي شرح مبسط لطريقة عمل النظام، اوضح لحلو ان الوسيط المالي لا يشتري البضاعة من المتجر فعليا، بل يقرض الزبون المبلغ المطلوب لشرائها، ثم يؤدي ثمنها للتاجر ناقصا نسبة معينة تمثل فائدة القرض.
وأضاف ان الزبون، في المقابل، يسدد المبلغ الكامل للوسيط على دفعات، وهو ما يجعل العملية قرضا ربويا في صورتها، حتى وإن تمت الكترونيا وبدون عقود ورقية، قائلا: إنها السلف المجاني الربوي في ثوب عصري.
وشدد لحلو على ضرورة التفرقة بين البيع بالتقسيط الشرعي، الذي يتم بين البائع والمشتري مباشرة بثمن معلوم، وبين هذه الخدمات التي يدخل فيها طرف ثالث ربوي، مضيفا ان الخلط بينهما يسقط الكثيرين في المحظور دون قصد.
وأشار الخبير الى ان المنتدى العالمي للاقتصاد الإسلامي اصدر بيانا واضحا يرفض هذه المعاملات عندما يحقق الوسيط المالي ربحا من الفائدة، مؤكدا ان هذه المؤسسات ليست جمعيات خيرية بل شركات تسعى للربح عبر ادوات تمويلية مخالفة للشريعة.
واختتم الدكتور لحلو تحذيره بدعوة المغاربة الى الوعي بخطورة مثل هذه الخدمات، قائلا: “الشيطان يسهل الكبائر بواجهة عصرية جذابة، فاحذروا ان تقعوا في شَرَك القروض الربوية تحت مسميات حديثة.
كما دعا الجهات المختصة الى مراقبة هذا النوع من الخدمات المالية الجديدة، تفاديا لتوسيع رقعة الحرب من الله كما عبر، على حد قوله.
