رواق المغرب في لوسيل “قطر”، حين يُساء تمثيل وطن بحجم التاريخ

kechtv19 ديسمبر 2025 مشاهدة
رواق المغرب في لوسيل “قطر”، حين يُساء تمثيل وطن بحجم التاريخ

بين لحظة الفخر العارم بما حققه “أسود الأطلس” في قطر، ورفعهم لراية الوطن عاليًا في سماء المونديال، برزت في المقابل ملاحظات مؤلمة سجّلها الاعلامي المواطن المغربي مصطفى رمزي، الذي تواجد بعين المكان بدرب لوسيل، وعاين عن قرب ما يفترض أنه رواق يمثّل المغرب في حدث عالمي.
مصطفى رمزي، الذي قضى عدة أيام في قطر، لم يكتفِ بالمشاهدة العابرة، بل وثّق بعدسة كامرته وبالفيديو ما اعتبره إساءة حقيقية لصورة المغرب وتراثه، في وقت كان فيه العالم يحتفي بإنجاز تاريخي غير مسبوق لكرة القدم المغربية.
في فضاء خُصّص لأروقة الدول والمنتخبات المشاركة، حيث دأبت معظم الدول على تقديم رمز من ثقافتها الوطنية مجانًا وبروح الضيافة، تفاجأ رمزي بأن الرواق المغربي اختار نهجًا مغايرًا: بيع كأس شاي مغربي بثمن ريال قطري واحد. مشهد وصفه بـ”المخجل”، خاصة وأن الشاي المغربي يُعدّ أحد أبرز رموز الكرم وحسن الاستقبال، لا سلعة تُباع في تظاهرة ثقافية عالمية.


الأكثر إحراجًا، حسب ما وثّقه رمزي، أن عملية البيع كانت تتم بطريقة بدائية، عبر صينية موضوعة لجمع النقود، مع اشتراط الأداء قبل تقديم الكأس، ما دفع عددًا من الزوار الأجانب إلى الانسحاب من الرواق فور علمهم بأن الضيافة مدفوعة الأجر، تاركين خلفهم انطباعًا سلبيًا عن المغرب.
ولم تتوقف ملاحظات مصطفى رمزي عند هذه النقطة، بل امتدت إلى مضمون الرواق نفسه، الذي اعتبره فقيرًا ومختزلًا للتراث المغربي. إذ تم التركيز على لون فني واحد، مقابل إقصاء واضح لفنون أصيلة تشكّل العمق الثقافي للمملكة، من قبيل أحواش، وكناوة، والركادة، والعيطة، وغيرها من التعابير الفنية التي تزخر بها مختلف جهات المغرب.
أما على مستوى الصناعة التقليدية، فقد سجّل رمزي غيابًا شبه تام للتنوع المغربي، حيث عُرضت ألبسة لا تحمل هوية واضحة، مع تهميش للّباس الأمازيغي، والشمالي، والصحراوي، إضافة إلى غياب الفضة المغربية والإبداع الحرفي الذي لطالما مثّل واجهة مشرفة للمملكة في المحافل الدولية.
كما أثار رمزي نقطة لا تقل خطورة، تتعلق بكون عدد من العاملين داخل الرواق لا ينحدرون من المغرب، بل وحتى الفرقة التنشيطية بدت بعيدة عن الهوية الوطنية، ما عزّز الانطباع بأن الرواق أُنجز بمنطق تقليص التكاليف، دون اعتبار للأثر الرمزي والثقافي الذي يفترض أن يحمله.
ويؤكد مصطفى رمزي أن ما وثّقه بالصوت والصورة لا يرقى بأي حال إلى الإرث الحضاري والتاريخي للمملكة المغربية، خاصة عند مقارنته بباقي الأروقة التي حرصت على تقديم ثقافاتها كاملة.
أكادير: إبراهيم فاضل

عاجل