منذ أزيد من سبعة عقود، تواصل مقاولة “واد سوس” الأمازيغية رحلتها في إنتاج زيت الزيتون المغربي الأصيل، “واد سوس” مستندة إلى تاريخ عريق وإرث أسري نابع من روح المبادرة والعمل الجاد. هذه العلامة التي ارتبطت في أذهان المغاربة باسم مؤسسها “بلحسن”، أحد أبناء قبيلة آيت عبدالله بالأطلس الصغير، الذي اشتهر بكرمه ونزاهته ومساهماته الاجتماعية، تمثل اليوم نموذجا حيا للمقاولة المواطنة التي شقت طريقها بعيدًا عن أي دعم سياسي أو امتياز ريعي، معتمدة فقط على الجودة والالتزام.
ورغم السمعة الرفيعة التي راكمتها هذه المؤسسة في السوق الوطنية والدولية، فقد وجدت نفسها مؤخرًا في مرمى حملة مغرضة تسعى إلى النيل من مصداقيتها وتشويه صورتها أمام المستهلكين، عقب تداول أخبار حول شحنة من زيت الزيتون أُرجعت من إحدى الدول الأوروبية. وقد استغل البعض هذا الحدث العرضي لترويج مزاعم لا أساس لها، متناسين أن “واد سوس” شكلت لعقود جزءًا من التراث الغذائي المغربي، وأنها رافقت أجيالا من المستهلكين الذين وثقوا بجودتها وطعمها الأصيل.
كما أنّ مصدر هذا المنتوج غير معروف ولا واضح، ولا علاقة له بالشركة المواطنة “واد سوس” المعروفة منذ عقود بالجودة والأصالة، والتي لم يخلُ بيت من بيوت المغاربة من منتوجاتها باعتبارها الزيت الطبيعي الأصلي الأصيل.
ولإزالة أي لبس، خرج المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” بتوضيح رسمي نُشر عبر العديد من المواقع بما فيها قنوات القطب العمومي الرسمية يوم 8 نونبر الجاري، أكد فيه أن السحب الذي قامت به الوكالة الفيدرالية لسلامة السلسلة الغذائية ببلجيكا سنة 2024 لم يكن بسبب أي مشكل صحي، وإنما راجع فقط إلى غياب بعض البيانات الإدارية الإلزامية على الملصق، مثل رقم الحصة وتاريخ انتهاء الصلاحية، وهو ما لا يمس سلامة المنتوج في شيء.
كما أبرز بيان “أونسا” أن التحقيقات التي أُجريت داخل وحدة الإنتاج المعنية أظهرت أن زيت “واد سوس” يحترم كل المعايير الوطنية والدولية المرتبطة بالجودة والسلامة الغذائية، وأن المنتوج سليم تمامًا ولا يشكل أي خطر على المستهلكين.
إن ما تتعرض له هذه المقاولة من حملات تشويه ممنهجة يطرح تساؤلات حول خلفيات الاستهداف المتكرر لعلامات مغربية ناجحة، تمثل جزءًا من هوية الإنتاج الوطني وروح المقاولة الأمازيغية الأصيلة التي بنت سمعتها بالعمل والنزاهة والاحترام المتبادل مع المستهلك.
أكادير: إبراهيم فاضل
