كشف الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، في تصريحات جديدة تضمنها كتابه المرتقب “مذكّرات سجين”، أن الملك محمد السادس كان أول زعيم أجنبي يتصل به مباشرة بعد صدور الحكم القضائي الذي قضى بسجنه في قضية التمويل الليبي لحملته الانتخابية سنة 2007.
وأوضح ساركوزي أن الاتصال جاء في لحظة وُصفت بـ“الصعبة” في مساره السياسي والشخصي، مؤكداً أن ملك المغرب عبّر عن تضامن إنساني واضح، وأن صوته بدا متأثراً أثناء المكالمة، وهو ما ترك أثراً كبيراً في نفس الرئيس الفرنسي الأسبق خلال فترة احتجازه.
ويشير ساركوزي في كتابه، الذي يصدر في العاشر من دجنبر الجاري، إلى أن تجربة السجن كانت “قاسية، رمادية، ومليئة بالعزلة”، مشدداً على أن بعض الاتصالات التي تلقاها، وعلى رأسها اتصال الملك محمد السادس، خففت من وطأة تلك المرحلة.
وتأتي هذه الاعترافات في سياق اهتمام واسع بإصدار ساركوزي الجديد، الذي يعود فيه لتفاصيل أيامه داخل السجن وظروف اعتقاله التي تعتبر سابقة في تاريخ رؤساء فرنسا. كما تثير تصريحاته تفاعلات إعلامية وسياسية، بالنظر إلى بعدها الإنساني والدبلوماسي، وإلى طبيعة العلاقات التي تربط باريس بالرباط منذ سنوات.
ويرى مراقبون أن إشارة ساركوزي إلى هذا الاتصال تُبرز جانباً آخر من العلاقات الشخصية بين قادة الدول، خصوصاً في لحظات الأزمات، وتؤكد استمرار متانة الروابط بين المغرب وعدد من الشخصيات السياسية في فرنسا، رغم التقلبات التي تعرفها العلاقات الرسمية بين البلدين،
لفغيري سمير
