وجه عدد من سكان جماعتي آيت إيمور وأكفاي نداء عاجلا الى السلطات المحلية والمصالح المركزية المعنية، من اجل التدخل الفوري لإنقاذ الوضع البيئي والفلاحي المتدهور بالمنطقة، بعدما باتت اشجار الزيتون، المورد الرئيسي للعيش، مهددة بالزوال نتيجة الجفاف والاستغلال غير المشروع لمياه واد نفيس.
وأوضح السكان في رسالة توصلت بها كِشـ تيفي، ان موجات الجفاف المتتالية خلال السنوات الأخيرة تسببت في اضرار جسيمة لحقت بآلاف الأشجار المثمرة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد المحلي، في وقت غابت فيه الحلول الواقعية ومشاريع الربط المائي عن المنطقة رغم استفادة جماعات اخرى من برامج وطنية مماثلة.



ويعتمد الفلاحون في المنطقة على موردين رئيسيين هما سد لالة تكركوست، الذي تقلصت حقينته بشكل كبير، ومياه فيض واد نفيس والعيون الطبيعية المتواجدة به، غير ان هذه الموارد اصبحت بدورها مهددة.



وأشار المتضررون الى ان بعض شركات المقالع العاملة بمجرى واد نفيس تقوم بعرقلة تدفق المياه نحو الأراضي الفلاحية، بل وصل الأمر – حسب شكايات الساكنة – الى منع المياه من بلوغ السواقي التي تروي ضيعات الزيتون، ما تسبب في معاناة متزايدة للفلاحين.
وأكد السكان انهم سبق ان تقدموا بعدة شكايات وتعرضات رسمية لدى المصالح المختصة دون جدوى، في حين شرعت احدى الشركات مؤخرا في الأشغال بمنطقة “آگوگ”، وهي نقطة حيوية لتصعيد المياه نحو السواقي “امزگالف” و”الجديدة”، مما قد يؤدي الى انقطاع شامل للمياه وتدمير النشاط الفلاحي بالمنطقة.



وطالبت الساكنة عبر منبر كِشـ تيفي بفتح تحقيق ميداني عاجل حول هذه التجاوزات، وإيقاف الأنشطة غير القانونية التي تهدد بيئة واد نفيس، اضافة الى اصلاح مسالك المياه لضمان وصولها الى الفلاحين كما كان الحال منذ عقود.
وختم المتحدثون ندائهم بالتأكيد على ان ما يجري لا يهم فقط البعد البيئي، بل هو قضية اقتصادية وإنسانية تمس حياة مئات العائلات التي لا مورد لها سوى الأرض والزيتون.






