فريق المساعدة الاجتماعية الميدانية للتعاون الوطني بجهة مراكش–آسفي… تدخلات إنسانية تحمي الأرواح من البرد والمخاطر

هيئة التحرير14 ديسمبر 2025 مشاهدة
فريق المساعدة الاجتماعية الميدانية للتعاون الوطني بجهة مراكش–آسفي… تدخلات إنسانية تحمي الأرواح من البرد والمخاطر

في وقتٍ تشتد فيه قسوة البرد، وتتحول الشوارع بالنسبة لبعض الفئات الهشة إلى ملاذ اضطراري يهدد الصحة والحياة، يبرز الدور المحوري لفريق المساعدة الاجتماعية الميدانية التابع للمديرية الجهوية للتعاون الوطني بجهة مراكش–آسفي، كأحد أهم آليات التدخل الاجتماعي العاجل، وخط دفاع أول لحماية الأرواح وصون الكرامة الإنسانية.

ويباشر الفريق تدخلات ميدانية متواصلة تروم رصد ومواكبة الأشخاص القاطنين بالمساكن الآيلة للسقوط، حيث يتم اعتماد مقاربة استباقية ترمي إلى تجنيبهم مخاطر الانهيار، من خلال نقلهم وتأمين إيوائهم داخل مراكز اجتماعية تتوفر فيها شروط السلامة والعيش الكريم، خصوصًا في ظل التقلبات المناخية القاسية التي تعرفها الجهة خلال فصل الشتاء.

ولا يقتصر دور فريق المساعدة الاجتماعية الميدانية على هذا الجانب الوقائي فحسب، بل يشمل أيضًا انتشال الأشخاص في وضعية تشرد من الشارع، ممن يواجهون يوميًا مخاطر البرد القارس والأمراض والعزلة الاجتماعية. وباعتماد مقاربة إنسانية تراعي الأبعاد النفسية والاجتماعية، يعمل الفريق على إعادة إدماج هذه الفئة داخل منظومة التكفل الاجتماعي، ومواكبتها تدريجيًا نحو الاستقرار وإعادة بناء مسارها الحياتي.

وفي السياق ذاته، شكّلت حملة “دفء الشتاء” إحدى أبرز محطات التدخل الإنساني، حيث استفاد المستفيدون من توزيع أغطية وأفرشة وملابس شتوية، إلى جانب مواد غذائية أساسية، ساهمت في التخفيف من وطأة البرد، وأعادت الدفء إلى أجساد أنهكها الانتظار، وإلى نفوس أرهقتها الهشاشة والتهميش.

وتعكس هذه المبادرات حجم الالتزام الذي تحمله المديرية الجهوية للتعاون الوطني بجهة مراكش–آسفي في صلب عملها اليومي، حيث يتحول التدخل الاجتماعي من إجراء إداري تقليدي إلى رسالة إنسانية قائمة على القرب والإنصات والاستجابة الفعلية لحاجيات الفئات المستهدفة، انسجامًا مع التوجيهات الوطنية الرامية إلى ترسيخ أسس الحماية الاجتماعية وضمان العيش الكريم.

إن ما ينجزه فريق المساعدة الاجتماعية الميدانية، بتنسيق وثيق مع السلطات المحلية والجمعيات الشريكة، يتجاوز منطق الأرقام والتدخلات الظرفية، ليجسد حضورًا ميدانيًا فاعلًا يعيد الأمل، ويحمي الأرواح، ويكفل للفئات الهشة حقها المشروع في الدفء والأمان، في زمن تشتد فيه الحاجة إلى تضامن حقيقي يترجم على أرض الواقع أثرًا ملموسًا في حياة الإنسان والمكان.

عاجل