يشهد عدد من التجار في مختلف المدن المغربية توجها متزايدا نحو التوقف عن بيع قنينات الغاز الصغيرة، بسبب مجموعة من الإكراهات التي جعلتها تتحول، حسب تعبير العديد منهم، إلى قنبلة موقوتة وغير مربحة. ويؤكد التجار أن هوامش الربح المرتبطة بهذه القنينات باتت شبه منعدمة، في وقت ترتفع فيه تكاليف النقل والتخزين، إلى جانب المخاطر المرتبطة بسلامة المحلات التجارية، خصوصا في الأحياء المكتظة.
هذا التراجع في الإقبال على بيع البوطات الصغيرة يثير مخاوف لدى الأسر التي تعتمد عليها بشكل كبير في الطهي، خاصة في المناطق القروية والضواحي حيث تبقى الخيارات البديلة محدودة. ويعتبر هؤلاء التجار أن المشكل الأكبر يكمن في عدم مواكبة الأسعار الرسمية لتطور التكلفة الحقيقية، الأمر الذي يجعل استمرار بيعها عبئا وليس نشاطا تجاريا مربحا.
وتطالب جمعيات مهنية بضرورة فتح نقاش وطني حول إصلاح منظومة توزيع الغاز، خاصة القنينات الصغيرة الأكثر استعمالا، عبر إعادة النظر في هوامش الربح وضمان ظروف تخزين آمنة، إضافة إلى تطوير وسائل مراقبة الجودة. وفي انتظار حلول عملية، يظل المستهلك هو المتضرر الأول من هذا التراجع، وسط مخاوف من ندرة محتملة في بعض المناطق إذا استمرت موجة الاستغناء عن بيع هذا النوع من القنينات.
لفغيري سمير
