في لحظة كان يُفترض أن تُجسّد فيها مدينة أكادير أرقى صور التنظيم والانضباط، تزامناً مع احتضانها لنهائيات كأس أمم إفريقيا، اختارت فئة قليلة من الجماهير أن تخرج عن الصف، وأن تحوّل محيط ملعب ادرار بأكادير إلى مسرح للفوضى والاستهتار بالقانون، في تصرفات لا يمكن وصفها إلا بالخطيرة وغير المسؤولة.
فبعد امتلاء مدرجات الملعب عن آخرها، وإغلاق أبوابه بقرار رسمي من السلطات العمومية احتراماً للطاقة الاستيعابية وضماناً لسلامة الجماهير، أقدمت مجموعات لا تتوفر على تذاكر الولوج على اقتحام الحواجز الأمنية، وتخريب السياجات الحديدية، وسلوك مسالك جانبية، بل وتسلق الأسوار، في مشاهد صادمة تُعيد إلى الأذهان صوراً لا تليق لا بمدينة أكادير ولا بحدث قاري يُتابعه العالم.
هذه السلوكات المتهورة، التي تضرب عرض الحائط كل القوانين والتنظيمات، لم تُشكّل فقط اعتداءً صريحاً على النظام العام، بل مثّلت خطراً حقيقياً على الأرواح، وهددت بوقوع تدافع أو انهيارات قد تقود، لا قدر الله، إلى كوارث يتحمل مسؤوليتها كل من ساهم أو شجع على هذا الانفلات.
وتؤكد مصادرنا أن السلطات العمومية والجهات المنظمة كانت واضحة منذ البداية، الدخول إلى الملعب مؤدى عنه، والطاقة الاستيعابية خط أحمر، وأي محاولة للولوج بدون تذكرة تُعد خرقاً قانونياً يستوجب التدخل الصارم. غير أن بعض الأصوات اختارت منطق الفوضى بدل احترام القواعد، غير عابئة لا بصورة المدينة ولا بالمجهودات الضخمة المبذولة لإنجاح هذا العرس الإفريقي.
إن ما حدث لا يمكن تبريره بالحماس أو حب الكرة، لأن الشغف الحقيقي يُترجم بالانضباط والاحترام، لا بالاقتحام والتخريب وتعريض سلامة الآخرين للخطر. فحب الفريق أو المنتخب لا يمنح أي أحد حق تجاوز القانون أو فرض الأمر الواقع بالقوة.
وأمام هذه التجاوزات الخطيرة، تشدد السلطات العمومية، مرة أخرى، على أن أي شخص يتوجه إلى محيط ملعب أكادير الكبير يوم المباراة دون تذكرة يتحمل كامل مسؤوليته القانونية، مؤكدة أن التعامل مع مثل هذه السلوكات سيكون بالحزم اللازم، حمايةً للأرواح، وصوناً لصورة مدينة تُراهن على التنظيم المحكم والنجاح المشرف.
فملعب أكادير ليس ساحة للفوضى، والعرس الكروي الإفريقي أكبر من أن يُختطف بسلوكيات طائشة لا تمثل لا جمهور سوس ولا قيم الرياضة.
أكادير: إبراهيم فاضل
