في وقت أصبحت فيه ممارسة الرياضة، وخاصة كرة القدم، حلما بعيد المنال لدى العديد من الأسر بسبب ارتفاع التكاليف وغياب البنيات التحتية، أطلقت جمعية الوحدة لكرة القدم بمدينة شيشاوة مبادرة رائدة تقوم على جعل الرياضة حقا متاحا للجميع وليست امتيازا محصورا في فئات محدودة.
فمن خلال مدرسة كرة القدم التي تشرف عليها، فتحت الجمعية أبوابها أمام الأطفال واليافعين من مختلف الأعمار والأحياء، مستثمرة ملاعب القرب كمجال مثالي لترسيخ مفهوم “رياضة القرب” عبر تقريب الممارسة الرياضية من الناشئة داخل بيئتهم المحلية دون أي حواجز مادية أو اجتماعية.

ولا تقتصر أنشطة المدرسة على تنظيم التداريب والمباريات فحسب، بل توفر فضاءً تربويا متكاملا يضمن تنشئة رياضية سليمة، من خلال برمجة مسابقات وأنشطة متنوعة يشرف عليها مدربون ذوو خبرة عالية، فضلا عن تنظيم مباريات محلية ووطنية تتيح للمواهب الصاعدة فرصة الاحتكاك واكتساب التجربة.
ورغم جودة التأطير وحجم العمل المبذول، تحافظ المدرسة على رسوم انخراط رمزية وفي متناول الجميع، انسجاما مع فلسفة الجمعية التي ترى في الرياضة وسيلة للاندماج الاجتماعي، ورافعة لحماية الأطفال والشباب من مظاهر الانحراف، إضافة إلى كونها فضاء لاكتشاف الطاقات الكروية الواعدة وصقل مهاراتها.

ويرى مهتمون بالشأن الرياضي المحلي أن تجربة جمعية الوحدة لكرة القدم، باعتبارها نموذجا لجمعية مدنية مواطِنة، تؤكد أن الاستثمار في الرياضة ليس ترفا، بل هو استثمار في الإنسان وفي جيل المستقبل الذي يحتاج إلى بيئة صحية وآمنة لصقل مهاراته وبناء شخصيته.
ويعتبر هؤلاء أن مبادرات من هذا القبيل تجسد روح العدالة المجالية، وتمنح أملا حقيقيا في تنمية متوازنة تراعي البعد البشري كركيزة أساسية لكل تقدم وتنمية مستدامة.
