مراكش | تكريم محمد الغلوسي يسلّط الضوء على معركة المال العام

في لحظة رمزية تختزل تداخل السياسي بالحقوقي، احتضنت مدينة مراكش، مساء السبت 27 دجنبر الجاري، حفل تكريم لمحمد الغلوسي، المحامي بهيئة مراكش ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، بمبادرة من فرع مراكش المنارة للحزب الاشتراكي الموحد.
اللقاء لم يقدّم بوصفه مجرد احتفاء بمسار مهني، بل كمحطة سياسية مدنية لتسليط الضوء على إحدى أكثر القضايا حساسية في النقاش العمومي، وهي حماية المال العام وربط المسؤولية بالمحاسبة. فبالنسبة للمنظمين، يمثل الغلوسي نموذجا للفاعل الحقوقي الذي نقل الجمعيات من موقع المتفرج إلى موقع المبادِر، عبر تتبع ملفات الفساد، واللجوء إلى القضاء، وفتح نقاش عمومي حول اختلالات تدبير الشأن العام.
وخلال مداخلات متعددة، جرى التأكيد على أن معركة مكافحة الفساد تتجاوز بعدها القانوني الضيق، لتلامس بشكل مباشر الحقوق الاجتماعية الأساسية للمواطنين، من تعليم وصحة وخدمات عمومية، معتبرين أن الشفافية ليست ترفا مؤسساتيا، بل شرطا بنيويا لأي مسار إصلاحي جاد.
كما شكل التكريم مناسبة لاستحضار الضغوط التي واجهها الغلوسي بسبب مواقفه، خاصة متابعته القضائية على خلفية شكاية مباشرة تقدم بها نائب برلماني، مع برمجة جلسة بمحكمة مراكش خلال سنة 2025، وهي القضية التي أثارت حينها نقاشا واسعا داخل الأوساط الحقوقية حول حدود حرية الفعل المدني واستقلالية العمل الجمعوي.
واختتم اللقاء برسالة واضحة مفادها أن تكريم الغلوسي يتجاوز شخصه ليطال الفكرة التي يمثلها، أي فكرة الرقابة المجتمعية والدفاع عن الصالح العام. كما عبّر فرع الحزب الاشتراكي الموحد عن تضامنه معه، مؤكدا استعداده لمواصلة دعم كل المبادرات التي تجعل من محاربة الفساد مدخلا لترسيخ دولة الحق والقانون.