اكادير : إبراهيم فاضل
في خطوة رمزية وتاريخية، يستعد مطار السمارة المدني لفتح أبوابه أمام الرحلات الجوية المدنية ابتداء من صباح يوم 6 نونبر المقبل، تزامنا مع الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة. ويأتي هذا الحدث ليجسد إرادة جماعية للنهوض بالبنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة في جميع بقع الصحراء المغربية، وترسيخ إشعاع مدينة السمارة كقطب حيوي بالأقاليم الجنوبية.
وينتظر أن يشكل افتتاح المطار محطة مهمة في تعزيز ربط إقليم السمارة بباقي جهات المملكة، ودعم التنمية الاقتصادية والسياحية والاجتماعية بجهة العيون الساقية الحمراء، كما يرتقب أن يسهم فتح المطار في تسهيل تنقل المواطنين والمستثمرين، وتحسين الخدمات اللوجستية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز البنية التحتية والنهوض بمشاريع التنمية المندمجة.

وفي هذا السياق، عقد المجلس الإقليمي للسمارة دورة استثنائية خصصت للدراسة والمصادقة على اتفاقية شراكة مع الخطوط الملكية المغربية، تقضي بإطلاق أولى الرحلات المدنية من مدينة الدار البيضاء إلى المطار، وذلك بحضور عامل الإقليم الدكتور إبراهيم بوتوميلات، إلى جانب المنتخبين والمسؤولين المحليين.
وخلال الجلسة، أكد رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد سالم لبيهي أن هذا المشروع يمثل رافعة استراتيجية للتنمية المحلية والإقليمية، مشيرا إلى أنه سيساهم في تشجيع الاستثمار وتنمية السياحة الثقافية والدينية، وتعزيز انفتاح الإقليم على باقي مناطق المملكة.
وقد تم خلال الأشهر الأخيرة تنفيذ سلسلة من المشاريع لتأهيل المطار وتهيئته لاستقبال الرحلات المدنية، من أبرزها، تهيئة موقف السيارات بمدخل المطار، بتمويل من جماعة السمارة، بكلفة بلغت 367.098 درهما، وكذلك إنشاء نقطة تفتيش تابعة للدرك الملكي على مساحة 115 مترا مربعا، بغلاف مالي قدره 350 ألف درهم، بالإضافة إلى ربط المطار بشبكة التطهير السائل ضمن مشروع بيئي متكامل بكلفة 800 ألف درهم، بشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وتحت إشراف المكتب الوطني للمطارات.
ويرتقب أن يشكل افتتاح مطار السمارة المدني في يوم الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء محطة بارزة في مسار تنمية الإقليم، وفرصة لترسيخ مكانة السمارة كجسر للتواصل الوطني ومركز متقدم لدعم الاستثمار والسياحة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.