مفتشو التعليم بشيشاوة يعلنون حالة طوارئ تربوية ويقاطعون آليات التفتيش بمؤسسات الريادة

kechtv19 ديسمبر 2025 مشاهدة
مفتشو التعليم بشيشاوة يعلنون حالة طوارئ تربوية ويقاطعون آليات التفتيش بمؤسسات الريادة

أعلن المجلس الإقليمي لنقابة مفتشي التعليم بإقليم شيشاوة عن دخول هيئة التفتيش والتأطير والمراقبة والتقييم في حالة طوارئ تربوية، محذرًا من اختلالات عميقة تعترض تنزيل مشروع “مؤسسات الريادة”، ومؤكدًا أن الإصلاح الحقيقي للمنظومة التعليمية لا يمكن أن يتحقق دون تمكين المفتشين من هوية مهنية واضحة تستند إلى مقتضيات النظام الأساسي.

وأوضح المجلس، في بيان توصلت به الجريدة، أن الضمير المهني لهيئة التفتيش يفرض الدفاع عن المصلحة العليا للمدرسة العمومية وضمان حق المتعلمين في تعليم ذي جودة، مشيرًا إلى أن دراسة علمية دقيقة لمشروع الريادة كشفت عن غموض في التصور وضعف في العدة البيداغوجية واللوجستيكية، بعيدًا عن “لغة الأرقام” التي لا تعكس الواقع الحقيقي داخل الفصول الدراسية.

وسجل البيان وجود صعوبات بنيوية تعيق تنزيل المشروع، وتحد من قدرة مفتشي التعليم على القيام بمهامهم الأصلية، نتيجة ما وصفه بسياسة “فرض الأمر الواقع” وإصدار مذكرات تتعارض، في بعض الأحيان، مع مقتضيات النظام الأساسي ومع المنطق التربوي السليم. ورغم ذلك، أكد المجلس الإقليمي انخراط الهيئة في الأوراش الوطنية بروح وطنية ومسؤولة، في إطار احترام القوانين وخدمة للمدرسة العمومية.

وعلى المستوى الإنساني، عبّر مفتشو التعليم بشيشاوة عن ألمهم الشديد للفاجعة التي هزت مدينة آسفي، مقدّمين تعازيهم لأسر الضحايا، ومطالبين بالتعجيل برفع الضرر وفتح أوراش تنموية لتأهيل المدينة بما يليق بسكانها. كما وجّهوا تحية خاصة لمناضلات ومناضلي النقابة بالإقليم على مشاركتهم المكثفة والنوعية في المحطتين النضاليتين الأخيرتين، وفاءً لروح شهيدي الواجب المهني المفتشة صفاء الزياني والمفتش شذى السرغيني.

وطالب المجلس بفتح تحقيق شفاف ومسؤول في حادثة شهيدي الواجب الوطني، قصد تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات، كما عبّر عن استغرابه من الغموض الذي يلف عملية تنزيل برنامج مؤسسات الريادة، مستنكرًا إصرار الفريق المركزي المشرف على البرنامج على احتكار المعلومة وتمريرها في اللحظات الأخيرة عبر قنوات تواصل غير مؤسساتية.

وفي السياق ذاته، حذّر البيان الجهات الوصية من إعادة تشكيل أدوار هيئة التفتيش عبر إقرار مهام “هجينة” تمس جوهر الهوية المهنية للمفتش، في تعارض صريح مع النصوص القانونية المنظمة. كما أعلن المجلس رفضه القاطع لآلية التفتيش الداخلي المسندة لهيئة التفتيش، باعتبارها خارج اختصاصاتها المحددة قانونًا، وامتناعه عن التعامل مع التفتيش الخارجي المسند إلى جهات وصفها بغير المؤهلة مهنيًا للقيام بمهام التقييم التربوي.

وجدد مفتشو التعليم مطلبهم بإنصاف خريجي مركز تكوين مفتشي التعليم من فوجي 22/24 و23/25، من خلال منحهم سنتين اعتباريتين للترقي في الدرجة، أسوة بباقي الفئات.

وبناءً على هذه المعطيات، ووفاءً لمواقف المجلس الوطني للنقابة الصادرة بتاريخ 16 نونبر 2025، أعلن المجلس الإقليمي لنقابة مفتشي التعليم بشيشاوة عن مقاطعة التفتيش الداخلي الخاص بالروائز والمراقبة المستمرة بمؤسسات الريادة في السلكين الابتدائي والإعدادي، وعدم التعامل مع الجهات المكلفة بالتفتيش الخارجي بهذه المؤسسات، إلى جانب تعليق مهام التفتيش والتأطير والمراقبة والتقييم خارج المدار الحضري كلما لم تتوفر شروط السلامة في سيارات المصلحة.

وفي ختام بيانه، دعا المجلس الإقليمي جميع المفتشات والمفتشين بالإقليم إلى الالتفاف حول نقابتهم والالتزام بالبرنامج النضالي المسطر، دفاعا عن المنظومة التربوية، وعن الحقوق المشروعة، وترسيخا لمبادئ العدالة المهنية، مؤكدا أن نقابة مفتشي التعليم ستظل حرة، مستقلة، ومواطنة.

براهيم افندي

عاجل