انفرجت أسارير السماء خلال الساعات الماضية بهطول أمطار الخير على مناطق واسعة من شمال المملكة، في مشهد أعاد الطمأنينة إلى نفوس الفلاحين بعد فترة طويلة من الجفاف الذي أثّر بشكل كبير على الغطاء النباتي والموارد المائية. وشهدت مدن الشمال تساقطات معتبرة تراوحت بين المتوسطة والغزيرة، ما أدى إلى انتعاش الأراضي الفلاحية واستعادة جزء من رطوبتها الطبيعية استعداداً للموسم الجديد.
وتأتي هذه الأمطار في وقت حرج يسبق انطلاق الزرع المبكر، إذ يعوّل الفلاحون على التساقطات الأولى لضمان ظروف مواتية لحرث الأراضي وزرع الحبوب والخضروات الموسمية. ووفق مهنيين في القطاع، من المتوقع أن تسهم هذه التساقطات في تحسين مردودية الإنتاج إذا تواصلت بوتيرة منتظمة خلال الأسابيع المقبلة.
وشهدت عدد من السدود بدورها ارتفاعا طفيفا في حقينتها المائية بفضل هذه الأمطار الأولى، فيما عبر مواطنون عن ارتياحهم الكبير لهذا التحول الإيجابي في الأحوال الجوية، معتبرين أن التساقطات الأخيرة تمثل بداية مبشرة لموسم فلاحي يترقبه الجميع بكثير من الأمل.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة عاشت خلال الأعوام الأخيرة على وقع نقص حاد في الأمطار، ما انعكس سلبا على النشاط الفلاحي وتزويد المناطق السكنية بالماء، قبل أن يأتي هذا الاضطراد في التساقطات ليمنح بصيص أمل في تحسن الوضع المائي والفلاحي خلال الفترة المقبلة.
وما يزال الفلاحون والمهتمون بالشأن الفلاحي يترقبون استمرار هذه الاضطرابات الجوية، آملين أن يكون الموسم الحالي نقطة تحول نحو دورة زراعية أكثر وفرة واستقرارا، تعيد للأرض نبضها وللساكنة أمنها المائي والغذائي.
لفغيري سمير




















































