لم يعد الإعلام الرياضي مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو تحليل الأداء، بل أصبح فاعلاً محورياً يتقاطع فيه البعد الرياضي مع الأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية. وفي سياق استعداد المغرب لتنظيم تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2030، يكتسي الإعلام الرياضي طابعاً استراتيجياً يستوجب التفكير في أسسه ومناهجه.
وتماشياً مع هذه الرهانات، تنظم جامعة القاضي عياض بشراكة مع المندوبية الجهوية للجمعية المغربية للصحافة الرياضية بمراكش وعدد من الفاعلين في المجال، المؤتمر الدولي الأول للإعلام الرياضي تحت عنوان: “الإعلام الرياضي والرهانات الوطنية 2025-2030″، وذلك يومي الجمعة والسبت 25 و26 أبريل 2025 بمركز الندوات التابع للجامعة.
يهدف المؤتمر إلى فتح نقاش علمي وتشاركي حول تحديات الإعلام الرياضي المغربي وآفاق تطويره، ضمن مقاربة متعددة الأبعاد تدمج الجانب الأكاديمي بالممارسة الميدانية. ويتضمن البرنامج ثلاث مداخلات علمية رفيعة المستوى، إضافة إلى خمس ورشات تكوينية لفائدة الإعلاميين والطلبة المهتمين.

وسيفتتح المؤتمر بعرض للأستاذ بدر الدين الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بعنوان “الإعلام الرياضي والدبلوماسية الموازية”، يليه عرض للصحفي والخبير الاقتصادي محمد أفزاز من قطر حول الأثر المتوقع لمونديال 2030 على الاقتصاد المغربي. ثم يختم الدكتور كريم حميد من جامعة الحسن الثاني الجلسة الصباحية بعرض حول “سيكولوجية الجمهور الرياضي”.
تخصص الجلسة المسائية لليوم الأول لورشات تكوينية يستفيد منها حوالي 150 مشاركاً. يشرف على ورشة التعليق الرياضي الإعلامي عادل العلوي، فيما يؤطر ورشة الأمن الرياضي الخبير محمد بوزفور. أما الورشة القانونية فسيشرف عليها مولاي حفيظ رجيلة، وستتناول الجوانب القانونية المتعلقة بالجمعيات الرياضية واستغلال القاعات.
في الشق التكنولوجي، سيقدم عبد الكبير بولحجار ورشة حول استخدام تقنية “VAR” وتحليل اللقطات الكروية، بينما يسلط أحمد السباعي من لبنان الضوء على دور المنصات الرقمية في إعادة تشكيل الإعلام الرياضي.
وفي اليوم الثاني، تُعرض مخرجات الورشات في جلسة ختامية، يتم خلالها تقييم التوصيات والخلاصات العملية. وسيُختتم المؤتمر بتكريم رمزين من رموز الإعلام الرياضي المغربي، هما الأستاذ بدر الدين الإدريسي، والإعلامي عبد الرحمان الضريس، تقديراً لمسيرتهما الزاخرة بالعطاء والإسهام في تطوير الإعلام الرياضي الوطني.
بهذا الموعد العلمي، تؤكد جامعة القاضي عياض انخراطها الفعلي في خدمة قضايا المجتمع، وتعزيز الارتباط بين المعرفة الأكاديمية والتحولات المجتمعية، في أفق جعل الإعلام الرياضي رافعة فعالة لإنجاح الاستحقاقات الرياضية الكبرى التي يستعد لها المغرب خلال السنوات القادمة.