تشهد جماعة سيدي عبد الله غياث التابعة لإقليم الحوز، وضعا تنمويا مقلقا في ظل غياب شبكة الصرف الصحي رغم ما تزخر به من مؤهلات جغرافية وبشرية وقربها الكبير من مدينة مراكش. وتعتبر الجماعة من بين أكبر الجماعات الترابية بالإقليم من حيث المساحة وعدد السكان إلا أن بنيتها التحتية لا تعكس هذا الحجم، حيث ما تزال ساكنتها تعتمد على وسائل تقليدية وبدائية لتصريف المياه العادمة، مثل الحفر والمطامير، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا للبيئة وللصحة العامة خاصة خلال فصل الصيف.
ويثير هذا التأخر في تنفيذ مشاريع التطهير السائل استغرابا كبيرا في الوقت الذي تمكنت فيه جماعات أقل كثافة وأضعف من حيث الموارد من إنجاز مشاريع مماثلة، مما يطرح علامات استفهام حول أسباب هذا التعثر ومدى جدية السلطات المحلية والمنتخبين في الترافع عن هذه الإشكالية الأساسية التي تمس الحياة اليومية للمواطنين.
وتتفاقم معاناة سكان مركز سيدي عبد الله غياث نتيجة عاملين رئيسيين ساهما في تهميشه بشكل غير مبرر. العامل الأول يتعلق بالوعاء العقاري الذي يفترض أن يحتضن بعض المشاريع الأساسية والذي أصبح موضوع نزاع قانوني مع بعض ورثة المنطقة، وهو ملف رائج أمام القضاء منذ سنوات دون أن يحسم فيه إلى اليوم، مما شل أي إمكانية للاستثمار أو التهيئة في هذه البقعة الحيوية. أما العامل الثاني، فيرتبط بضعف تمثيلية المركز داخل الجماعة، حيث يجمع عدد من الفاعلين المحليين على أن رئيس الجماعة الحالي يفتقر إلى الشجاعة والجرأة الكافية لخوض هذه المعركة الحاسمة خصوصا أن تسوية النزاع العقاري تتطلب إجراءات معقدة وميزانية مخصصة لنزع الملكية وهو ما يستلزم توافر إرادة سياسية واضحة وتنسيقا محكما بين جميع المتدخلين.
وما يزيد من حدة الاستياء داخل الساكنة، هو غياب التواصل الفعال من طرف رئيس الجماعة الذي عرضت عليه جهات محلية مرارا شباب ذات خبرة وأهلية وعلى استعداد لمرافقته والعمل معه ومساندته في مختلف الخطوات، لكنه بدلا من ذلك، يفضل اللجوء إلى أطراف أخرى خارج هذا الإطار، في تصرف يعكس غياب رؤية جماعية واستراتيجية واضحة لتجاوز هذا الوضع المتأزم.
وفي ظل هذه الوقائع تطالب ساكنة الجماعة ومعها فعاليات مدنية محلية، بإدراج مشروع شبكة الصرف الصحي ضمن أولويات البرامج التنموية، وتسريع الإجراءات الإدارية والتقنية الكفيلة بإخراجه إلى حيز الوجود، من أجل ضمان كرامة العيش والحد من المخاطر البيئية والصحية التي تهدد المنطقة.
وتؤكد هذه المطالب على أن التنمية لا تقاس بالخطابات بل بما هو ملموس على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بالبنيات التحتية والخدمات الأساسية وهي مجالات ما تزال تعرف في جماعة سيدي عبد الله غياث تأخرا واضحا رغم مرور سنوات من الوعود والتطلعات.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.