تواجه المدينة العتيقة بمراكش أزمة حادة مع تواصل انهيارات المنازل، ما يهدد حياة السكان ويكشف عن إخفاق البرامج الحكومية في تأهيل البنية التحتية وضمان الحق في السكن اللائق. ففي صباح الإثنين 24 فبراير 2025، انهارت خمس منازل دفعة واحدة بحي سيدي بن سليمان الجزولي، في مشهد يعيد للأذهان سلسلة الانهيارات التي شهدتها المدينة منذ زلزال الحوز في شتنبر 2023.
ورغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع المنارة مراكش، إلا أن السلطات تتعامل مع الأزمة باستخفاف، حسب البيان الصادر عن الجمعية. فقد سجلت عدة انهيارات قاتلة منذ أكتوبر 2023، أبرزها سقوط منازل بحي رياض الزيتون ودرب العرصة، ما أسفر عن إصابات وخسائر مادية جسيمة.
الجمعية أكدت أن البرامج التي أُطلقت، مثل “مراكش حاضرة متجددة” و”تثمين المدينة العتيقة”، استنزفت ميزانيات ضخمة دون أن تحقق نتائج ملموسة. وما زالت الأزقة تعج بالمنازل المتصدعة، في ظل بطء عمليات الهدم والترميم، وغياب أي بدائل سكنية للمتضررين.
وطالبت الجمعية بالإسراع في هدم المباني الآيلة للسقوط، وضمان الحق في السكن والإيواء، مع فتح تحقيق في تدبير البرامج السابقة والكشف عن أوجه الفساد والتلاعبات التي شابت مشاريع الترميم. كما شددت على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية تضع سلامة المواطنين في صلب أي عملية إعادة تأهيل.
يبقى الوضع في المدينة العتيقة معلقًا بين الوعود الرسمية والواقع القاسي، بينما تستمر معاناة السكان الذين يعيشون تحت تهديد الانهيارات في انتظار حلول حقيقية تحفظ أرواحهم وكرامتهم