المجلس الجماعي تحت المجهر: وعود تتبخر وأسئلة تطفو على أنقاض الشفافية

Boubker BAROUD26 فبراير 2025 مشاهدة
المجلس الجماعي تحت المجهر: وعود تتبخر وأسئلة تطفو على أنقاض الشفافية

وسط زخم إعلامي مُصطنع، اختُتمت دورة فبراير 2025 لمجلس مدينة مراكش، التي تحوّلت إلى مسرح لخطبٍ رنّانة ووعودٍ متكررة، بينما تختنق الشوارع بالغضب الصامت. رئيسة المجلس، التي تُوصف بـ الوزيرة ذات الأذرع المتشعبة، حاضرة بقوة في الصورة الرسمية، وغائبة عن واقع المدينة التي تئن تحت وطأة الإهمال. حيث تتحول الميزانيات الضخمة إلى سراب، والإنجازات إلى “أرشيف مفقود”، وتحول المجلس إلى “قلعة مغلقة” تُدار بمنطق الولاءات لا الكفاءات.

“ابحثوا عن الإنجازات تجدوها بين السطور الميتة!”.. بهذه العبارة الساخرة علّق أحد النشطاء على اختفاء المقال النقدي “بين الحصيلة والحصلة” من الشبكة العنكبوتية، بعد ساعات من نشره. ولم تكن الأولى من نوعها، فمنصات التواصل الاجتماعي تفيض بشهادات عن “رقابة ناعمة” تُمارس على أي محتوى يسلّط الضوء على فشل المشاريع.
وذلك لمحاربة النقد في مدينةٍ تزخر بتاريخها كمنارة للتنوير، لتتبخر الآمال في متاهات البرمجة العشوائية، بينما الأحياء العتيقة تنتظر قطرة ماء.

وفي خطابات تتناقض مع الواقع، أصبح الكل يتساءل عن مشروع النقل تحت الأرضي الذي اختفى بدوره مع ميزانيته العظيمة، والذي وصف كذلك ب “الحل السحري” للاختناق المروري بالمدينة، ما زال حبيس الأدراج منذ 3 أعوام. أما “الفضاءات الخضراء” فتحوّلت إلى بقع إسمنتية، والبنية التحتية تشهد انهيارات متتالية، وحفر تم الاحتفال بعيد ميلادها وسط الطريق، ناهيك عن تماطل الأشغال ما يقوض التنقل بشكل مرن في أحياء المدينة.
و من جهة أخرى، ينفق المجلس ملايين الدراهم على “حملات التجميل المؤقت” خلال المهرجانات الدولية، بينما أحياء شعبية أخرى تُصارع من أجل إنارة وتبليط شارع واحد.

وكما يعلم الجميع، أن رئيسة المجلس تجيد إلقاء الخطابات بلغات متعددة، لكنها عاجزة عن ترجمتها إلى فعل يشفي عليا المواطن المراكشي. حيث كشفت مصادر مقربة عن صراعات داخلية بين كتل حزبية تُحوّل المجلس إلى ساحة لتصفية الحسابات، بينما ملفات المدينة تُدار بـ”روتين قاتل”.

وهكذا تحولت الشفافية الموعودة إلى سراب، والمجلس الجماعي أصبح غرفة صدى تردد ما تريده الأفعال الشخصية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق