هل تجهض جماعة مراكش مشروعا ملكيا وقع أمام الملك؟

وجه أحد المواطنين من ساكنة الداوديات بمدينة مراكش، شكاية رسمية إلى والي جهة مراكش آسفي (بالنيابة)، يناشد فيها بوقف ما وصفه بالعبث الذي طال مشروعا ملكيا مبرمجا في إطار برنامج “مراكش حاضرة متجددة”، وذلك بعد إدراج اتفاقية مثيرة للجدل ضمن جدول أعمال دورة استثنائية لمجلس جماعة مراكش.

وتتعلق الرسالة التي حصلت الجريدة على نسخة منها، بمعارضة تامة للتأشير على اتفاقية أدرجت في الدورة الاستثنائية المنعقدة بتاريخ 23 يونيو 2025، تتعلق بتخصيص بقعة أرضية لفائدة نادي الكوكب المراكشي لإنشاء أكاديمية لكرة القدم. صاحب الشكاية اعتبر أن هذا القرار يمثل تطاولا واضحا على مشروع ملكي تم التوقيع عليه أمام أنظار الملك محمد السادس سنة 2014، وهو المشروع الذي يقضي بتهيئة غابة حضرية بمنطقة المحاميد، بمساحة تقارب 94 هكتارا.

وأوضح المصدر أن العقار المعني بالاتفاقية موضوع شكاية سابقة تمت مناقشتها خلال دورة استثنائية سابقة بتاريخ 28 دجنبر 2018، حيث تم التطرق حينها لإنشاء غابة رياضية تتضمن مساحات خضراء، فضاءات للعائلات، ملاعب رياضية، مرافق صحية، وممرات للجري وركوب الدراجات. وقد تم تقدير التكلفة الإجمالية للمشروع بـ46 مليون درهم، بمساهمة من شركاء هم: شركة العمران، مجلس عمالة مراكش، وجماعة مراكش.

وتساءل المشتكي في رسالته عن مشروعية التصرف في العقار، خصوصا وأنه خاضع لنظام قانوني يمنع البناء فوقه (Zone de Krash)، مستغربا من إدراج أكاديمية خاصة بناد رياضي داخل أرض مخصصة للمنفعة العامة، دون الرجوع إلى باقي الشركاء ولا احتراما للمرجعية القانونية والعمرانية للمكان.

كما نبه صاحب الرسالة إلى أن المشروع الجديد المزمع إنجازه لا يخدم الصالح العام، بل يصب فقط في مصلحة الجمعية الرياضية، في حين أن مشروع الغابة الحضرية كان سيشكل متنفسا للساكنة على غرار منتزه مولاي الحسن بباب الجديد.

واختتمت الرسالة بنداء موجه إلى الوالي بالنيابة لرفض التأشير على الاتفاقية، حفاظا على الملك العام ومصلحة الساكنة مع دعوة المجلس الجماعي إلى البحث عن بدائل مناسبة لإنشاء الأكاديمية في مناطق أخرى متوفرة مثل المحاميد الجنوبي أو زهور تاركة دون المساس بمشروع الغابة الحضرية الذي طال انتظاره.