عبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمنارة مراكش عن قلقه العميق إزاء ما اعتبره استمرارا للمساس بالحريات النقابية، وذلك على خلفية المتابعة القضائية التي تطال كاتب فرع نقابي وعددا من الأساتذة العاملين بالثانوية التأهيلية رأس العين، التابعة للمديرية الإقليمية للرحامنة.
وأفادت الجمعية، في بيان توصلت به جريدة كِشـTV، أن هذه المتابعة تستند إلى الفصل 447 من القانون الجنائي، بعد إصدار الأساتذة لبيانات نقابية تناولت اختلالات في التدبير الإداري والتربوي بالمؤسسة. وأعربت عن استغرابها من التأويل القانوني الذي تم بموجبه تكييف الأفعال النقابية كمساس بالحياة الخاصة، معتبرة أن في ذلك توسعا تعسفيا يضرب في العمق مبدأ الشرعية وحماية الحريات.
وشددت الجمعية على أن العمل النقابي حق دستوري مكفول بموجب الفصل 29 من الدستور ويمثل امتدادا لحرية التعبير والرأي التي يضمنها الفصل 25، ولا يمكن إخضاع هذا الحق لتأويل جنائي خارج سياقه القانوني والديمقراطي.
كما ذكرت بعدد من النصوص الوطنية والدولية الداعمة للحريات النقابية، من بينها القانون الجنائي المغربي، الذي لا يمكن استخدامه – وفق الجمعية – لتجريم فعل نقابي يندرج ضمن الدفاع عن المرفق العمومي بالإضافة إلى ظهير تأسيس الجمعيات، وقانون الوظيفة العمومية وقانون حماية المعطيات الشخصية، مشيرة إلى أن هذه النصوص تضمن حرية الانخراط والتعبير النقابي ضمن ضوابط المسؤولية.
وذكرت الجمعية بالالتزامات الدولية للمغرب، من خلال مصادقته على اتفاقيات ومعاهدات تكرس حرية التنظيم النقابي والتعبير، من بينها العهدان الدوليان لحقوق الإنسان، واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 98، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وعلى ضوء هذه التطورات، أعلنت الجمعية تضامنها الكامل مع النقابيين المتابعين مع تنديدها بما وصفته بالتأويل الزجري للنصوص القانونية بغرض إسكات الأصوات النقابية، إضافة إلى مطالبتها بإسقاط المتابعة واحترام التناسب بين الفعل القانوني والحق الدستوري.
ومن جهة أخرى، دعت إلى جعل المدرسة العمومية فضاء للنقاش والمحاسبة لا للقمع والملاحقة، ومناشدتها لكل الهيئات النقابية والحقوقية للانخراط في الدفاع عن المكتسبات الديمقراطية.
وختمت الجمعية بيانها بالتأكيد على أن اللجوء إلى المقاربة الزجرية في التعامل مع الفعل النقابي يمثل تراجعا خطيرا يهدد التوازن بين الإدارة والمجتمع، داعية إلى ضرورة احترام كرامة وحرية العاملين في قطاع التعليم، وضمان بيئة مدرسية قائمة على الحوار والمحاسبة.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.