دعا عبد العزيز مستاوي، رئيس اتحاد المخترعين الدوليين، إلى تجاوز الانشغال المفرط بأحداث النزاعات القبلية في الماضي البعيد والتركيز بدل ذلك على قراءة التاريخ القريب بما يخدم فهم الحاضر وصياغة المستقبل، مؤكدا أن العالم يعيش اليوم في عصر الخوارزميات والذكاء الاصطناعي ولا مكان فيه للضعفاء أو الغافلين.
جاء ذلك خلال مداخلة ألقاها مستاوي في إطار الاحتفالية الوطنية ملحمة عيد العرش المجيد التي نظمتها جمعيات المجتمع المدني بمراكش، وتخللتها ندوة فكرية تحت عنوان: “المغرب الدولة الأمة: مقاربات في ملاحم الاستقلال ومسيرة الوحدة والتنمية المستدامة”.
وقال مستاوي: “العبرة ليست في استدعاء تفاصيل المواجهات القبلية بين الرحامنة والسراغنة قبل أكثر من قرن بل في فهم التحولات الكبرى التي مر بها العالم العربي والإسلامي وكيف يمكن أن تلهمنا لبناء مستقبل مشترك”.
وحذر رئيس اتحاد المخترعين الدوليين من الانشغال بقضايا الماضي في وقت تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية، مشيرا إلى تمدد الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية واحتلاله لأجزاء من سوريا وتهديده لدول أخرى كالأردن ومصر والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى وضعه تركيا وباكستان ضمن أهدافه الاستراتيجية. وأضاف أن هناك خرائط جديدة ترسم لإعادة تقسيم المنطقة إلى كيانات متفرقة أشبه بالقبائل المتناحرة.
وشدد مستاوي على ضرورة إعادة النظر في طرق تدريس التاريخ، وتحويله إلى أداة حية لفهم الحاضر واستشراف المستقبل، داعيا إلى أن تكون المناهج التعليمية محفزة للوعي الجماعي وموجهة نحو الوحدة والنهضة بدل التشرذم والانقسام.
واختتم بالقول إن هذه المقاربة لا تدعو إلى قطع الصلة بالماضي، وإنما إلى فهمه في سياقه، واستخلاص الدروس التي تنفع الأجيال القادمة، لتكون قادرة على المنافسة في عالم سريع التغير.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.