أكد الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش الأخير على ضرورة تسريع الإصلاحات، وتحقيق العدالة المجالية، وربط المسؤولية بالمحاسبة. غير أن واقع إقليم شيشاوة يكشف عن فجوة كبيرة بين هذه التوجيهات الملكية الواضحة وبين أداء النخب المحلية، التي تتهم بالانشغال بصراعات هامشية ومصالح شخصية على حساب أولويات الساكنة.
في الوقت الذي يدعو فيه جلالة الملك إلى نخب قادرة على تحويل البرامج التنموية إلى منجزات ملموسة، ما تزال المجالس المنتخبة في شيشاوة، وفق متتبعين للشأن المحلي، منشغلة بحسابات انتخابية ضيقة وصراعات حول النفوذ. هذا الوضع جعل قضايا أساسية مثل ندرة المياه، ضعف الخدمات الصحية، انهيار التعليم القروي، والعزلة التي تعانيها عدد من الجماعات، تراوح مكانها دون حلول عملية.
ويؤكد مراقبون أن منطق “الغنيمة” وتقاسم الامتيازات بات يطغى على عمل المنتخبين، مما جعل التنمية تتحول إلى موضوع للمزايدات السياسية، بدل أن تكون ورشا وطنيا ملزما للجميع. ويترتب عن هذا الوضع غياب مشاريع بنية تحتية مستدامة، وتعثر برامج صيانة الطرق، وتراجع الخدمات التعليمية والصحية، في مقابل استمرار خطاب الإنجازات الورقية الذي لا يلمسه المواطن على أرض الواقع.
ويرى محللون أن أزمة الإقليم لا تكمن في ضعف الموارد أو غياب الرؤية، بل في غياب نخب تتحلى بالكفاءة وروح المسؤولية، وتتعامل مع التنمية باعتبارها التزاما وطنيا وأخلاقيا. وهو ما يفسر تكرار التدخلات الملكية لتصحيح الاختلالات، في غياب قيام المنتخبين بدورهم كاملا.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.