صدر مؤخراً كتاب “احميدة الباهري… رحلة نغم” للأستاذ والإعلامي أنس الملحوني، الذي يسلط الضوء على سيرة الفنان المغربي الراحل احميدة الباهري، أحد رواد فنون الغيوان. العمل الذي صدر عن جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد في 2024، يأتي كمرجع ثقافي وفني مهم لإحياء الذاكرة الفنية المغربية.
يتتبع الكتاب حياة الباهري منذ بداياته في مدينة مراكش، وصولاً إلى مشاركته في مجموعات غنائية مثل “لمشاهب” و”ابنات الغيوان”. تناول المؤلف تجربته الفنية منذ انطلاقه في منتصف السبعينات مع “طيور الغربة”، مرورا بتأسيس “لمشاهب”، ثم تأسيس مجموعته الخاصة “ابنات الغيوان” التي كانت تجربة فنية نسائية رائدة.
يبرز الكتاب التأثيرات الاجتماعية والسياسية التي شكلت ملامح الموسيقى الغيوانية، مع تسليط الضوء على دور الباهري في الحفاظ على التراث الغنائي في قالب حديث. كما يوثق الكتاب العلاقة الوطيدة التي جمعته مع عدد من الشخصيات الفنية البارزة، مثل العربي باطما وبوجميع، التي ساهمت في نجاح أعماله الفنية.
إضافة إلى توثيق مشواره الغنائي، يتناول الكتاب تجارب الباهري في مجال الإعلانات والموسيقى التصويرية، حيث أبدع في ألحان الإشهار التي حققت نجاحات كبيرة. وتعرض الكتاب أيضا لتجربته في السينما والتلفزيون، مما يبرز تعدد مواهبه وإبداعاته.
في النهاية، يقدم الكتاب صورة فنية شاملة لإسهام الباهري في الحياة الثقافية المغربية، ويستعرض سيرة الفنان الذي كرّس حياته للفن بجميع أبعاده، تاركاً بصمة مميزة في تاريخ الأغنية الغيوانية.