شهدت مدينة مراكش، يوم الجمعة 10 يناير 2025، انعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس الجهوي للسياحة مراكش-آسفي، بحضور أشرف فايدة، المدير العام الجديد للمكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT)، الذي كان مرفوقًا بفريق عمل المكتب. الاجتماع الذي انعقد في إطار الاستراتيجيات المستقبلية للقطاع السياحي، جاء ليعكس أداءً استثنائيًا للجهة خلال عام 2024، ويستشرف آفاقًا واعدة لتعزيز مكانتها على الصعيدين الوطني والدولي.
وقد قدم حميد بن الطاهر، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكش، حصيلة سياحية متميزة لعام 2024، حيث أكد أن مراكش حققت أرقامًا قياسية جديدة. فقد استقبلت المدينة حوالي 4 ملايين سائح، محققة بذلك رقمًا تاريخيًا في عدد الوافدين. كما سجلت مراكش أكثر من 12 مليون ليلة مبيت، في مؤشر قوي على الجاذبية العالية للوجهة السياحية. وقد أظهرت مؤشرات أخرى، مثل معدل إشغال الفنادق الذي تجاوز 72%، نجاح الاستراتيجية التي تم اتباعها في ترويج المدينة كوجهة سياحية رائدة.
وفي هذا السياق، شدد بن الطاهر على أن هذه الإنجازات تعتبر ثمرة الجهود المشتركة بين القطاعين العام والخاص، وأكد على أهمية استمرار هذا التعاون لرفع مكانة مراكش كوجهة سياحية رائدة عالميًا.
وفي خطابه، أكد حميد بن الطاهر على ضرورة مواصلة تعزيز تنافسية مراكش مع الحفاظ على نهج التنمية المستدامة. وأوضح أن هذه الإنجازات لا يجب أن تكون نقطة النهاية، بل هي نقطة انطلاق للمزيد من الجهود لتعزيز مكانة مراكش كوجهة سياحية محورية على مستوى العالم. وقال بن الطاهر: “يجب أن نواصل العمل لتحقيق توازن بين جذب المزيد من السياح والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي لمدينتنا العريقة.”
من جهته، أكد أشرف فايدة، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، أهمية تبني مقاربة شاملة لتطوير مختلف الوجهات السياحية في جهة مراكش-آسفي. كما شدد على ضرورة تنويع الأسواق السياحية، من خلال تعزيز الربط الجوي مع أسواق جديدة، مثل أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا. وأضاف فايدة أن هذه الاستراتيجية تعد خطوة أساسية في ضمان استدامة النمو السياحي، وذلك عبر تكثيف الحملات الترويجية لجذب السياح من هذه المناطق الناشئة.
وقد أشاد المشاركون في الاجتماع، من رؤساء الجمعيات المهنية للقطاع السياحي، بجهود المكتب الوطني المغربي للسياحة، مشيرين إلى أهمية وجود خطة استراتيجية استباقية لفتح أسواق جديدة على مستوى العالم، تماشيًا مع المتغيرات العالمية في السياحة.
وفي ختام الاجتماع، تم تحديد محاور التعاون المستقبلية بين المجلس الجهوي للسياحة بمراكش والمكتب الوطني المغربي للسياحة والمهن السياحية. وقد اتفق جميع المشاركين على توحيد الجهود للحفاظ على المسار التصاعدي للقطاع السياحي في مراكش، مع الالتزام بتطوير استراتيجيات جديدة من أجل تحقيق نتائج أفضل في العام 2025.
ومع هذه الاستعدادات الجادة لعام 2025، تأمل مدينة مراكش في مواصلة تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ورفاهية المجتمع.