أثارت خطوة جماعة مراكش الأخيرة بإزالة الأعمدة الكهربائية من المقطع الرابط بين مدارة مدخل مطار المنارة الدولي وملتقى شارعي كماسة والمنارة استنكارًا واسعًا بين ساكنة المنطقة. فقد قامت الجماعة بإزالة أكثر من 80 عمودًا للإنارة في وقت كانت فيه المدينة قد شهدت أشغالًا ضخمة لتحسين البنية التحتية، ما يثير تساؤلات مشروعة حول أسباب هذا القرار وتداعياته.
وشملت العملية، التي تمت في الأيام القليلة الماضية، الشارع المحوري الذي تم تزويده بالأعمدة خلال الأشغال الصيفية لعام 2023، وهي خطوة كانت تهدف إلى تحسين الإنارة وتوفير ظروف أكثر أمانًا لسكان المدينة وزوارها. لكن ما أثار الدهشة هو قيام الجماعة بإزالة تلك الأعمدة بشكل مفاجئ، وهو ما فاجأ سكان المنطقة الذين اعتبروا القرار غير مبرر. الأمر الأكثر إرباكًا هو أن الجماعة قامت أيضًا بإزالة نصف الأعمدة في المقطع المتبقي في اتجاه مدارة اليرموك، مما يزيد من حالة الفوضى والارتباك في المنطقة.
ويُثير القرار، الذي أتى في وقت كانت فيه مراكش تستعد لاستضافة العديد من التظاهرات الدولية الكبرى في العام الماضي، تساؤلات حول جدوى المشاريع التي تُنفذ في المدينة، خاصة في ظل تخصيص ميزانيات ضخمة لتجهيزات المدينة. ومع الإعلان عن استثمار مبالغ طائلة في تطوير البنية التحتية، يجد الكثيرون أن هذه الخطوة تشير إلى سوء تنسيق أو نقص في التخطيط الاستراتيجي لدى الجماعة.
وكشف الاستنكار الشعبي عن قلق حقيقي لدى المواطنين حول مصير المشاريع المستقبلية في المدينة. فبدلاً من تحسين المرافق والخدمات العامة، فقد تسرعت الجماعة في اتخاذ قرارات لم تكن مدروسة بشكل كافٍ، مما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض ويثير تساؤلات حول مهنية المسؤولين المحليين.
وتطالب عدة جهات من جماعة مراكش أن تقدم توضيحات واضحة بشأن هذه الخطوة وتبريرها للرأي العام، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالمعايير الأساسية في التخطيط الحضري، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتطوير مشاريع تمس الحياة اليومية للمواطنين.