عرّت صور تناقلتها وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي واقع مدينة مراكش خلال ماراثون الأحد 26 يناير 2025. وتبين الصور المشاركين في هذه التظاهرة الرياضية التي لا تليق بالمدينة العتيقة، بينهم رياضيون وسياح وجدوا أنفسهم مضطرين للتبول على الحائط لغياب مراحيض عمومية، في مشهد يعكس التناقض الصارخ بين الشعارات المرفوعة والواقع المُرّ.
من جهة، يُروَّج لمراكش على أنها وجهة سياحية عالمية تحتضن مؤتمرات دولية ومهرجانات كبرى، تعاني من غياب أبسط البنى التحتية، ما يثير تساؤلات حول أولويات المسؤولين. هذه المدينة، التي تُعتبر رمزاً للتاريخ والثقافة، أصبحت رهينة لسوء التدبير وانعدام التخطيط، حيث لا تجد النخب المسيّرة للمدينة الوقت أو المصلحة للالتفات إلى تنمية حقيقية.
وبحسب تدوينة ل “محمد الغلوسي” فالمسؤولون منشغلون بصفقاتهم الشخصية ومصالحهم الضيقة، بدلاً من الاهتمام بحاجيات المواطنين والسياح.
وأضاف بأن المدينة تُدار من قِبل نخب غارقة في الفساد، حيث يشير مراقبون إلى تورط بعضهم في قضايا فساد دون أن يشعروا بالخجل أو يُحاسَبوا على أفعالهم.
وتابع “الغلوسي” بأنه أُعلن مؤخراً عن تغيير الحافلات المهترئة في مراكش، وهو خبر تم التعامل معه على أنه “فتح عظيم” رغم أن توفير نقل عمومي لائق يُعتبر من الأساسيات التي لا تحتمل التأخير أو التهليل.
ولكن، كما تُظهر الصور التي وثقت التبول على الحائط، هذه الإنجازات الصغيرة لا تغطي على واقع المدينة المرير. فالرسالة واضحة: الشعارات الرنانة والتنمية المزعومة لا تعكس حقيقة الوضع، وهي بعيدة كل البعد عن تطلعات السكان والسياح.
مشاهد التبول على الجدران ليست فقط علامة على غياب المرافق، بل هي تعبير رمزي عن التبول على السياسات الفاشلة التي تخدم القلة على حساب الأغلبية. ولو كانت هناك محاسبة فعلية لما بقيت هذه النخب تتصدر المشهد، بل كانت ستجلس على مقاعد المحاكمة بدلاً من كراسي المسؤولية.
إنه زمن تحتاج فيه مراكش، بل وكل مدن المغرب، إلى محاسبة صارمة ورؤية تنموية تعيد الاعتبار للمواطن، وتوقف نزيف الريع والفساد الذي ينخر جسد البلاد.