شهدت النسخة الـ35 من ماراثون مراكش الدولي، الذي تنظمه “جمعية الأطلس الكبير” إخفاقاً تنظيمياً صارخاً، أثار استياء سكان المدينة وزوارها. ومع انطلاقته صبيحة الأحد 26 يناير 2025، تفاجأ الجميع بمشاهد صادمة لمشاركين يقضون حاجاتهم البيولوجية على الجدران وفي الحدائق العامة، في مشهد يمس بشكل مباشر صورة المدينة التي تُعد من أبرز الوجهات السياحية في العالم.
إلى جانب هذه المشاهد، تسبب الحدث المنظم من طرف الجمعية في شلل مروري غير مسبوق لمعظم الشوارع الأساسية للمدينة، ما أضر بالسكان المحليين والزوار على حد سواء. هذا التعطيل الكبير في مدينة تعتمد على السياحة كقطاع أساسي يطرح علامات استفهام حول جدوى تنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية وسط المدينة، خاصة وأن مراكش ليست مدينة رياضية في الأساس، بل سياحية وثقافية بامتياز.
فكرة تنظيم الماراثون داخل المدينة، غير مسؤولة ولا تهدف إلى الصالح العام، فعوض تلميع الصورة تفسدها. ومن المؤكد أن الجميع يعرف سبل أخرى وطرق يمكن أن تستغل في مثل هذا الحدث الرياضي الكبير دون توقيف السيولة والإنسيابية لمدينة مراكش.
لقد عجزت اللجنة المنظمة عن إيجاد حلول ناجعة للمشاكل المتكررة التي تصاحب الماراثون كل عام، رغم الدعم المقدم من مؤسسات عمومية وخاصة، ما يعكس غياب التنسيق بين الجهات المنظمة وضعف التخطيط. كما أن استمرار تنظيم هذا الحدث داخل المجال الحضري دون مراعاة خصوصية المدينة يُعد استهتاراً بمكانتها العالمية وباحتياجات سكانها.
ومن جانبها، اكتفت “جمعية الأطلس الكبير” ببيان تضرب فيه كل الأحداث والمشاكل المرافقة بعرض الحائط، محاولة تلميع صورة تنظيمها الفاشلة للحدث.
هذا، ومن الواجب على الجهات المسؤولة إعادة النظر في طريقة تنظيم هذا الحدث، والبحث عن حلول تحترم السياق التاريخي والثقافي لمراكش، وتجنب الإضرار بمكانتها كوجهة سياحية عالمية. يكفي عبثاً بمقدرات هذه المدينة التي تستحق تنظيماً أكثر احترافية يليق بمكانتها.
