شهدت ساحة جامع الفناء الشهيرة بمراكش مساء اليوم حدثاً مدوياً كشف النقاب عن فساد يخترق دوائر صنع القرار المحلي، حيث تم توقيف مستشارة جماعية بمجلس مقاطعة المدينة متلبسة بتلقي رشوة من مستثمر أجنبي يمتلك “رياضاً” سياحياً في المدينة العتيقة. الحادثة، التي تُعتبر ضربة قوية لظاهرة الفساد الإداري، جاءت تتويجاً لشكوى قدمها المستثمر بعد أشهر من التعرض للابتزاز المنظم.
بحسب مصادر قضائية وأمنية، فإن المستثمر الأجنبي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته حفاظاً على أمن مشروعه، كان يعاني من ضغوط متكررة من قبل المستشارة الجماعية، التي استغلت منصبها لابتزازه مالياً مقابل تسريع إجراءات تراخيص مشروعه السياحي أو تمرير مصالح إدارية. وبعد أن طالت المطالب المالية، قرر المستثمر التوجه إلى السلطات الأمنية، التي نصبت كميناً محكماً بالتعاون مع مصلحة الشرطة القضائية، حيث تم ضبط المستشارة متلبسة بتلقي جزء من المبلغ المتفق عليه.
وبعد توقيفها، جرى اقتياد المشتبه بها إلى مقر المصلحة الولائية للشرطة القضائية، حيث تم إخضاعها للتحقيق لتعميق البحث حول ملابسات القضية، قبل وضعها رهن تدابير الحراسة النظرية في انتظار عرضها على النيابة العامة المختصة.