عبرت ساكنة جماعة أولاد حسون عن استيائها العميق من تدبير المجلس الجماعي، خاصة بعد اتخاذه قرارًا مثيرًا للجدل باقتناء أربع سيارات فاخرة في وقت تعاني فيه المنطقة من غياب مشاريع تنموية أساسية لتحسين مستوى الحياة. هذه الخطوة، التي وصفها العديد من المواطنين بـ “الاستفزازية”، زادت من تعميق المشاعر السلبية تجاه أداء المجلس الذي يعاني من نقص حاد في المشاريع الخدمية والتنموية.
ورغم الوعود التي قطعها المجلس على نفسه، لم يتحقق الكثير من التطلعات التي كان السكان يعلقون عليها آمالهم، خاصة ما يتعلق بإنشاء ملاعب للقرب ومركز سوسيوثقافي ومستوصف صحي، وهي مرافق أساسية لتحسين الوضع الاجتماعي والصحي في المنطقة. يضاف إلى ذلك تفاقم أزمة النفايات، حيث تشهد الجماعة تراكم الأزبال وانتشار الروائح الكريهة، في وقت كان من المفترض أن تكون فيه حلول فعّالة قد تم تنفيذها من قبل المسؤولين.
ما يزيد الوضع تعقيدًا هو تساؤلات المواطنين حول كيفية تدبير مداخيل الجماعة، خاصة مع توفرها على موارد مالية كبيرة، مثل عائدات كراء السوق الأسبوعي “السبت بن ساسي” وعائدات الفنادق المصنفة المنتشرة في المنطقة. هذه الموارد كانت من المفترض أن تساهم في تمويل المشاريع الحيوية، ولكن سكان أولاد حسون يطالبون المجلس الجماعي بالكشف عن مصير هذه الأموال وكيفية استخدامها.
ورغم تزايد الاحتجاجات والمطالب المشروعة، يلتزم المجلس الجماعي الصمت، مما يزيد من احتقان الشارع المحلي ويعمق مشاعر الإحباط. في ظل هذا الوضع، يبقى المواطنون في انتظار مبادرة حقيقية من المجلس لفتح حوار جاد والاستجابة لمطالبهم، وتحقيق مشاريع تنموية تستجيب لتطلعات الساكنة.