كشفت مصادر موثوقة لجريدة “كِش تيفي” أن عبد اللطيف أبدوح، القيادي السابق في حزب الاستقلال والرئيس السابق لبلدية المنارة جيليز، قد سلم نفسه صباح اليوم الثلاثاء إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية في مراكش، وذلك حوالي الساعة السابعة صباحًا. جاءت هذه الخطوة في إطار التحقيقات الجارية حول قضية “كازينو السعدي”، التي تُعد من أبرز القضايا المثيرة للجدل خلال السنوات الأخيرة.
وكان أبدوح، الذي يُعتبر الشخصية الرئيسية في هذه القضية، قد اختفى عن الأنظار مساء يوم الاثنين الماضي، بالتزامن مع توقيف شخصين آخرين من المتهمين في القضية. ولا تزال السلطات الأمنية تواصل جهودها للعثور على باقي المستشارين الجماعيين الذين صدرت في حقهم مذكرات بحث بناءً على توجيهات الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش.
وفي سياق متصل، قامت الأجهزة الأمنية بتوقيف “م. ح”، النائب السابق لعمدة مراكش، من منزله في دوار الكدية، كما تم اعتقال “ع. م”، نائب رئيس مقاطعة جليز، من منزله الجديد بحي الازدهار. هذه الإجراءات تأتي في إطار التحقيقات الواسعة التي تشهدها القضية، والتي تتهم المتورطين بارتكاب جرائم متعددة، منها الرشوة، واستغلال النفوذ، وتبديد الأموال العامة، والتزوير في الوثائق الرسمية.
يُذكر أن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش كانت قد أصدرت حكمًا في فبراير 2015 بحق عبد اللطيف أبدوح، قضى بسجنه لمدة خمس سنوات نافذة، مع غرامة مالية قدرها 50 ألف درهم لصالح خزينة الدولة، بالإضافة إلى مصادرة شقق يملكها في تجزئة “عرصة سينكو” وتحويل ملكيتها للدولة. وقد تم تأييد هذا الحكم لاحقًا من قبل غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بجرائم الأموال في نونبر 2020.
كما أدانت المحكمة سبعة مستشارين جماعيين آخرين، وحكمت عليهم بالسجن لمدة ثلاث سنوات نافذة مع غرامة مالية قدرها 40 ألف درهم لكل منهم. وتتعلق التهم الموجهة إليهم بالرشوة، واستغلال النفوذ، وتبديد المال العام، والتزوير في الوثائق الرسمية، واستخدامها بشكل غير قانوني.
تُعتبر قضية “كازينو السعدي” من أبرز القضايا التي سلطت الضوء على قضايا الفساد المالي والإداري، حيث أثارت اهتمامًا واسعًا من قبل الرأي العام والإعلام. وتأتي هذه التطورات الأخيرة في إطار الجهود المستمرة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في إدارة الشأن العام.
ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بالقضية، فيما يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التطورات، خاصة مع استمرار البحث عن باقي المتهمين الذين ما زالوا محل تحقيق.
