أصبح تأثير الكوارث الطبيعية يتفاقم أكثر من أي وقت مضى، والأساليب التقليدية لم تعد فعّالة في مواجهتها. لذلك، تبرز أهمية البحث العلمي في تحسين الاستعداد لمجابهة الكوارث والتعافي من آثارها.
ضمن هذا الإطار يمكن إدراج مداخلة مولاي أحمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي في فعاليات الملتقى العلمي الذي نظم يوم الخميس 20 فبراير 2025، تحت عنوان ” التدبير الناجع والفعال لإدارة واستباق الكوارث الطبيعية” من طرف مكتب المغرب لمنظمة اليونسكو، بمراكش هذا الملتقى الذي حضره عدد من الخبراء والمسؤولين والمتخصصين.
و استعرض مولاي احمد الكريمي بداية في داخلها الرصينة، أهمية الموضوع بالنظر لتردد هذه الكوارث خصوصا في ارتباطها بالتغيرات المناخية، ولرغبة الدول في استباقها والحد من أثارها. وأبرز أهمية النموذج المغربي في الموضوع وتفرد الممارسات التي تلجأ إليها الساكنة بشكل تلقائي عند وقوع هذه الكوارث وعن النماذج الناجعة للتدخل الآني المؤسساتي او التضامني الذي برز بشكل لافت وفعال اثر زلزال الحوز.
وأوضح الكريمي بالخصوص خبرة وتجربة منظومة التربية والتكوين وبالاخص قطاع التربية الوطنية وما أبان عنه من مقومات وصلابة مكنته من الحد من آثار هذه الكوارث. وأشار الى قوة الدروس المستخلصة من التجربة المغربية مركزا على أهمية تعزيز صمود منظومة التربية والتكوين أمام هذه الأزمات بالبحث في سبل تطوير ثلاث دعامات :
الدعامة الأولى: بنيات استقبال تاخذ بعين الاعتبار البعد الاستباقي للازمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية.
الدعامة الثانية: برامج تربوية قادرة على التأقلم السريع أثناء الكوارث الطبيعية مع ما يلزم من تأطير وتكوين في هذا الشأن لضمان الاستمرارية البيداغوجية بالمستوى المطلوب.
و الدعامة الثالثة: برامج تدخل للحد من الآثار السيكولوجية على مكونات المجتمع المدرسي وبالاخص التلاميذ والأطر المتضررة من هذه الكوارث.
وأشار مدير الأكاديمية الى أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة باشرت تعزيز هذه الدعامات بتعاون مع الشركاء والمختصين وهو السياق نفسه الذي يتم فيه العمل المشترك مع منظمة اليونسكو لبناء آلية مندمجة متكاملة استباقية تاخذ بعين الاعتبار الخصوصية الوطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية والحد من آثارها.