تعيش ساكنة مدينة تامنصورت، التابعة لعمالة مراكش، وضعًا صحيًا مقلقًا، حيث يواجه المواطنون تحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الطبية الأساسية داخل مستوصف الحرمل بالشطر الثالث من المدينة. وقد تلقّت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة مراكش، شكاية جماعية مذيلة بتوقيعات العديد من المواطنين، تعكس حجم المعاناة اليومية للمرضى في ظل تردي الخدمات الصحية.
تُشير الشكاية إلى عدة اختلالات عميقة في المستوصف، من بينها ضعف الخدمات العلاجية بشكل عام، ما يعرّض المرضى، خاصة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة والإعاقات، لصعوبات كبيرة. كما أن المستوصف يعتمد على طبيبة وحيدة، مما يؤدي إلى طول مدة الانتظار التي تصل أحيانًا إلى ساعات دون ضمان الفحص الطبي لجميع المرتفقين.
الأمر يزداد سوءًا مع قصر المدة الزمنية المخصصة للفحوصات، والتي لا تتعدى ثلاث ساعات يوميًا، ما يترك العديد من المرضى في حالة من الإحباط والشعور بـ”الحكرة” نتيجة العودة دون تلقي العلاج اللازم.
إلى جانب نقص الموارد البشرية، يعاني المستوصف من غياب التجهيزات الطبية الأساسية للتعامل مع الحالات الاستعجالية، ما يُشكل خطرًا حقيقيًا على حياة المرضى. وتؤكد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن هذا الوضع يشكل انتهاكًا صارخًا للحق في الصحة، الذي تكفله المواثيق الدولية والدستور المغربي.
أمام هذا الوضع المتردي، دعت الجمعية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمندوبية الإقليمية إلى التدخل العاجل واتخاذ تدابير ملموسة لتحسين الخدمات الصحية، من خلال؛ تسريع إحداث مستشفى القرب الذي وُعدت به الساكنة منذ سنوات، مع تفعيل الميزانية المخصصة له. إضافة إلى تعزيز الموارد البشرية عبر رفع عدد الأطباء والممرضين في مختلف المستوصفات.
كما دعت الجمعية إلى تجويد الخدمات الصحية وضمان تطبيق فعلي للحماية الاجتماعية بدل الاكتفاء بالشعارات. وتحسين بنية الاستقبال لتوفير فضاء يحترم كرامة المرضى، مع تقليص مدة الانتظار وضمان إجراء الفحوصات الضرورية.
