في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المغرب، يأتي القرار الملكي بإلغاء شعيرة عيد الأضحى ليشكل نقطة تحول هامة في حياة المواطن المغربي. هذا القرار، الذي لاقى ترحيباً واسعاً، يعكس حكمة القيادة واهتمامها بمصلحة الشعب في وقت يشهد فيه المغرب تحديات كبيرة، من غلاء الأسعار إلى الجفاف وفساد بعض المؤسسات.
في مقال نشره الكاتب محمد الغلوسي، أعرب عن تقديره الكبير لهذا القرار، مشيراً إلى أنه لم يكن مجرد تدبير استثنائي، بل خطوة مدروسة تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين، خاصة البسطاء منهم الذين يعانون من قساوة الظروف. فإلغاء شعيرة عيد الأضحى جاء ليخفف عن الأسر المغربية الكثير من التكاليف المرتفعة التي فرضتها جائحة الغلاء، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية الصعبة التي جعلت العديد من الأسر غير قادرة على تحمل تكاليف هذه الشعيرة.
الغلوسي اعتبر أن هذا القرار يكتسب بعدًا إنسانيًا عميقًا، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي كان فيه المواطنون في حاجة إلى قرارات تلامس حاجاتهم اليومية، جاء هذا القرار ليعيد لهم الأمل والفرحة. ولكنه لم يقف عند هذا الحد، بل دعا إلى اتخاذ المزيد من القرارات التي تهدف إلى تحسين الظروف الاجتماعية والسياسية في البلاد، مثل العفو عن معتقلي حراك الريف والنشطاء الحقوقيين والمدونين. فحسب الغلوسي، فإن مثل هذه الخطوات يمكن أن تساهم في تجديد الثقة بين المواطنين والدولة، وتحقيق نوع من المصالحة الوطنية.
وتطرق الغلوسي أيضًا إلى ضرورة مواجهة الفساد الذي ينهش في جسد الدولة، حيث أكد على أهمية اتخاذ قرارات صارمة ضد أولئك الذين يستغلون مواقعهم لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الوطن والمواطن. وأشار إلى أن مكافحة الفساد يتطلب محاكمة المفسدين ومصادرة أموالهم التي تم نهبها من المال العام.
وفي ختام مقاله، أكد الغلوسي أن المغاربة في حاجة إلى الأمل والثقة لبناء مستقبل أفضل، وأوضح أن القرارات الحاسمة والشجاعة هي السبيل لبناء مغرب يسوده الحرية والعدالة والكرامة.