في حدث مزلزل لأمن المدينة الحمراء، عُقد اجتماع أمني عاجل بولاية أمن مراكش، الأحد، ترأسه الوالي “مشيشو”، بمشاركة قيادات أمنية عليا، بتوجيه شخصي من المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، بعد فرار بارون المخدرات الخطير المكنى بـ”الزائر” من داخل مقر الولاية صباح السبت، تحت غموضٍ أحاط بظروف هروبه رغم كونه تحت “الحراسة المشددة”.
وكشفت قرارات الاجتماع عن إيقاف أربعة ضباط شرطة مُكلفين بمراقبة البارون، بعد اتهامهم بـ”الإخلال بواجباتهم”، ما سمح للمتهم – وفق تحقيقات أولية – باستغلال ثغرة في غرفة الحراسة، ومغالطة الحراس عبر حيل لفظية مكّنته من الإفلات. وتُشير مصادر إلى أن الهارب استفاد من معرفته الدقيقة بضعف نقطة مراقبة داخل المبنى، قبل أن يختفي في شوارع المدينة.
في منعطف مفاجئ، انتشرت تسريبات عبر منصات التواصل تفيد بظهور “الزائر” على تطبيق “سناب شات” من العاصمة الرباط، حيث يُخفي نفسه في منزل أحد شركائه، مما دفع الأجهزة الأمنية إلى تشكيل خلية عمل خاصة لاقتحام الموقع وإحباط محاولاته لإعادة تنشيط شبكته الإجرامية. وكانت السلطات قد قبضت على البارون الخميس الماضي قرب طريق أوريكة، وبحوزته أسلحة بيضاء ومخدرات (كوكايين، قرقوبي، حشيش) تُقدَّر قيمتها بملايين الدراهم، إضافة إلى 40 مليون سنتيم نقداً ودراجة نارية فائقة السرعة.
هذا الحادث، الذي أثار موجة غضب رسمية وشعبية، سلّط الضوء مجدداً على إشكاليات “الثغرات الأمنية الداخلية”. وأكدت مصادر مطلعة أن الولاية شرعت في مراجعة شاملة لبروتوكولات حراسة الموقوفين، مع تعزيز الإشراف المباشر على العناصر الأمنية.
تُولي السلطات أولوية قصوى لاعتقال “الزائر”، الذي يُعتبر أحد أخطر الأسماء في عالم الجريمة بالمغرب، في مشهد يذكر بسيناريوهات أفلام الجريمة، لكنه هذه المرة واقع ملموس تتناثر تفاصيله بين مراكش والرباط.