شهد إقليم خنيفرة، عشية يوم الفطر، حدثًا مأساويًا بعد العثور على جثة الطفل محمد الراجي، البالغ من العمر 12 عامًا، في منطقة “التويرس” بمزدلفان التابعة ترابيًا لجماعة الهري، وذلك عقب 13 يومًا من البحث المتواصل.
منذ لحظة اختفاء الطفل، أعلنت السلطات المحلية وفرق الوقاية المدنية حالة استنفار تام، حيث سخّرت كافة الإمكانيات المتاحة للعثور عليه. واجهت الفرق تحديات طبيعية صعبة للغاية، حيث تميزت منطقة البحث بارتفاع منسوب مياه وادي أم الربيع والتيارات القوية التي صعّبت عمليات البحث.
لم تتوقف عمليات التمشيط، إذ شملت مختلف المناطق المحيطة بمكان الاختفاء، وصولًا إلى سد الحنصالي بين واومنة وزاوية الشيخ. واستعانت السلطات بوحدة الضفادع البشرية التابعة للوقاية المدنية، التي لعبت دورًا حاسمًا في البحث داخل المناطق المائية العميقة.
عقب العثور على جثة الطفل، تم نقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، حيث اتُخذت الإجراءات القانونية اللازمة. وتسارعت وتيرة الإجراءات الإدارية تمهيدًا لإتمام مراسيم الدفن في أقرب وقت، وسط أجواء من الحزن والأسى بين أفراد عائلته وسكان المنطقة.
أثار الحادث موجة واسعة من الحزن والتعاطف، حيث عبّر العديد من سكان المنطقة عن صدمتهم وحزنهم لفقدان الطفل محمد الراجي. كما جددت الواقعة النقاش حول ضرورة تعزيز تدابير السلامة في المناطق القريبة من المجاري المائية، خاصة خلال فترات ارتفاع منسوب المياه، لتفادي حوادث مشابهة في المستقبل.
ورغم المأساة، نالت الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق البحث تقديرًا واسعًا، إذ واصلت العمل على مدار الساعة، متجاوزة مختلف العقبات الطبيعية لضمان العثور على الطفل المفقود.