في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها نادي الكوكب المراكشي، قام إدريس حنيفة، رئيس الفريق، بمعية نائبه الأول وأمين المال، بزيارة جديدة إلى مقر ولاية جهة مراكش آسفي، حيث عقدوا اجتماعًا مطولًا دام لأزيد من ساعتين مع الوالي فريد شوراق، في محاولة للبحث عن حلول عاجلة ومستدامة لوضعية النادي.
تأتي هذه الزيارة بعد سلسلة لقاءات سابقة مع السلطات المحلية، في ظل عجز المكتب المسير عن توفير موارد مالية قارة أو جذب مستشهرين لدعم خزينة الفريق، ما زاد من حدة الضغوط على إدارة النادي، وأثار تساؤلات بشأن قدرة الفريق على مواصلة مشواره الرياضي وسط هذه الإكراهات المالية المتفاقمة.
ورغم هذه الأجواء المقلقة، حمل الاجتماع الأخير مؤشرات إيجابية على مستوى رؤية النادي المستقبلية، حيث تم تقديم نموذج أولي لمشروع أكاديمية الكوكب المراكشي لكرة القدم، المزمع إنجازها على مساحة 12 هكتار بضواحي تحناوت. وقد نال المشروع موافقة مبدئية من طرف والي الجهة، الذي أبدى دعمه الكامل، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية من رخص وتصريحات قبل الشروع الفعلي في تنفيذ المشروع.
وفي خطوة موازية لتعزيز البنية التحتية للنادي، تقرر إغلاق مركز التكوين القنسولي مع نهاية الموسم الرياضي في شتنبر المقبل، على أن يخضع لإعادة تأهيل شاملة وفق دفتر تحملات صارم، يشترط توفير ملاعب طبيعية من الطراز الرفيع، بالإضافة إلى إصلاح مرافقه وتجهيزه وفق المعايير الوطنية والدولية المعمول بها.
من جهة أخرى، تم الاتفاق على أن يحتضن الملعب الكبير لمراكش مباراة كأس العرش التي ستجمع بين الكوكب المراكشي ونهضة بركان، في خطوة تسويقية تهدف إلى إعادة إشعاع الملعب كمرفق رياضي حيوي وجماهيري، على أن يتم تحديد موعد اللقاء من طرف اللجنة المختصة، بين الأسبوع الثالث أو الرابع من الشهر الجاري، أو تأجيله لبداية شهر ماي في حال تزامنه مع التزامات الفريق البركاني في كأس الكونفدرالية.
وبين تحديات الواقع المالي ومشاريع الإصلاح والبناء، يبدو أن الكوكب المراكشي يعيش مفترق طرق حاسم، فإما أن تنجح الإدارة في تحويل الدعم المؤسساتي إلى طفرة حقيقية تعيد للفريق وهجه ومكانته، أو أن يستمر المسلسل نفسه من الأزمات البنيوية التي تقف حجر عثرة أمام تطور أغلب الأندية المغربية.