تعيش مقاطعة جليز بمدينة مراكش حالة من التوتر الإداري غير المسبوق، بعدما تحول عون موسمي إلى شخصية نافذة داخل المقر، في تحدٍّ واضح للمساطر القانونية والتنظيمية، ما أثار استياءً واسعاً بين الموظفين والمستشارين والمرتفقين.
ووفقًا لمعطيات حصلت عليها جريدة “كِشـTV”، فإن هذا العون الموسمي تجاوز حدود اختصاصاته، وبدأ يتدخل في مهام إدارية حساسة، بل وصل به الأمر إلى الاعتداء جسديًا على أحد مستشاري المجلس، محمد أوزيو، وسلبه وثائق رسمية تتعلق بمحاضر ثلاث دورات، وذلك داخل مقر المقاطعة وأمام أحد المسؤولين الإداريين.
وأكدت مصادر متطابقة أن العون المعني بات يصدر أوامر إدارية، ويوقع وثائق رسمية، ويتحكم في تنظيم المهام اليومية، في وضع يثير تساؤلات حول الجهة التي توفر له الحماية والدعم داخل المقاطعة. كما يُتهم بالحصول على أجر شهري كامل بشكل غير قانوني، رغم أن الأعوان الموسميين عادة ما يُخصص لهم أجر مقابل مهام محددة ومحدودة.
وتأتي هذه التطورات في وقت وجّهت فيه وزارة الداخلية تعليمات صارمة لرؤساء الجماعات بضرورة تصفية لوائح الأعوان غير المؤهلين، والذين يحتلون مناصب لا تتماشى مع طبيعة توظيفهم المؤقت، في خرق واضح للمرسوم رقم 2.21.580.
وكشفت تقارير مفتشيات إقليمية بدورها عن فوضى في تدبير التعيينات وتوزيع المهام داخل عدد من الجماعات، ما ساهم في تعطيل مصالح المواطنين وتنامي ظواهر الفساد الإداري. كما أوردت المعطيات تورط عدد من المسؤولين في استغلال هذه الفئة للتغطية على اختلالات مالية وإدارية، وهو ما دفع الوزارة إلى برمجة زيارات تفتيش مرتقبة لعدد من الجماعات.
ويأمل العديد من العاملين بالمقاطعة أن تتدخل عمدة مراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، ورئيس مقاطعة جليز بشكل عاجل لإعادة فرض النظام واحترام التسلسل الإداري، بما يضمن كرامة الموظفين ويُحسن من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.