عقد المكتب الوطني للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان اجتماعًا عبر تقنية الفيديو، يوم الجمعة 25 أبريل الجاري، ناقش خلاله بعمق تصاعد ظاهرة العنف المرتبط بالمرضى النفسيين والمختلين عقليًا في عدد من المدن المغربية.
وقد جاء هذا الاجتماع في ظل سلسلة من الحوادث المؤلمة، آخرها جريمة ابن حمد التي راح ضحيتها شابة في مقتبل العمر وأُصيبت صديقتها بجروح خطيرة إثر اعتداء من طرف شخص يعاني من اضطرابات نفسية. كما سبقتها حادثة أخرى بالمدينة نفسها أودت بحياة ثلاثة أشخاص، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية وأمنية، إلى جانب اعتداءات أخرى متفرقة، منها حادثتا تاسلطانت وديور الشهداء بمراكش، حيث تعرض مواطنون وعناصر من الأمن لاعتداءات من طرف جانحين أو أشخاص مضطربين نفسيًا.
هذه الأحداث أثارت موجة قلق واسعة لدى المواطنين الذين عبّروا عن مخاوفهم من ظاهرة انتشار المرضى النفسيين في الشوارع العامة، معتبرين أن الأمر يطرح إشكالات أمنية وصحية ملحة تتطلب تحركًا عاجلًا من السلطات.
وفي هذا السياق، أوصى المنتدى المغربي لحقوق الإنسان بجهة مراكش-آسفي السلطات المغربية، ممثلة في وزارة الداخلية، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وزارة العدل والجماعات المحلية، بضرورة إنشاء مركبات صحية مخصصة لإيواء ورعاية المرضى النفسيين والمختلين عقليًا في مختلف المدن المغربية. وأكد المنتدى أن إشراك فعاليات المجتمع المدني في مراقبة هذه المرافق سيكون خطوة إضافية لتعزيز هذا المشروع وضمان نجاعته.
واعتبر المنتدى أن هذه المبادرة ستساهم في حماية المرضى من أنفسهم ومن المجتمع، إلى جانب تعزيز صورة المغرب دوليًا، خصوصًا وأن المملكة مقبلة على تنظيم عدة تظاهرات رياضية، ثقافية واجتماعية عالمية تستدعي مزيدًا من الحزم واليقظة.
واستحضر المنتدى في توصيته التاريخ المغربي في رعاية المرضى النفسيين، مشيرًا إلى أن المغرب كان يعتمد على “المارستانات” منذ قرون كمراكز للعلاج والمتابعة النفسية.
وختم البيان بالتأكيد على أن الظرفية الحالية تتطلب تدخلاً عاجلاً وحازماً على أعلى المستويات لضمان الأمن العام وصون حقوق جميع المواطنين.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.