سيدة المجلس الجماعي بمراكش بين الفشل المحلي والإخفاق الوزاري

رغم ما تزخر به مراكش من إرث حضاري ومكانة سياحية عالمية، تعيش المدينة في السنوات الأخيرة على وقع تراجع خطير في البنيات التحتية والخدمات العمومية، وسط تذمر كبير من الساكنة والزوار، واتهامات متصاعدة للمجلس الجماعي بالفشل في تسيير الشأن المحلي.

وتتجلى هذه المظاهر في عدة مجالات، حيث تشهد شبكة الطرقات بالمدينة الحمراء فوضى واضحة، إذ لا وجود لمسارات مخصصة للدراجات الهوائية والنارية، ما يعرض مستعمليها لمخاطر جسيمة. إضافة إلى ذلك، لم يفلح المجلس الجماعي في إنجاز أنفاق أو قناطر تساهم في تخفيف الضغط المروري، ما يجعل المدينة عاجزة عن مواجهة فترات الذروة أو سوء الأحوال الجوية، كما حدث مؤخرا حين غرقت الشوارع بمياه الأمطار.

كما أصبحت حافلات النقل الحضري تعاني من اهتراء واضح منذ سنين، مع تكالب المسؤولين عن فرض حلول لإنهاء معاناة طويلة مع “كروسة” شركة “ألزا”، وسط غياب رؤية إصلاحية شاملة.

أما قرار نقل محطة توقف الحافلات من عرصة البيلك إلى مكان آخر دون توفير بديل منظم، يعمق من معاناة المواطنين، خصوصا في الأحياء المهمشة ودون ادنى اعتبار لمصلحة المواطنين. وبحسب ذات القرار فسيتم تعويض مشروع هذه المحطة بمحطة للعربات المجرورة “الكوتشي”، ما يطرح تساؤلات حول الأولويات التنموية.

كما أن اختفاء المراحيض العمومية التي تم الإعلان عن إنجازها، يثير الاستغراب حول مآلها، ومن الواضح أنه تم تنفيذها على الورق فقط. ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للمساحات الخضراء، إذ تبقى الأحياء الشعبية محرومة من متنفسات بيئية، في غياب أي توجه واضح للتشجير الحضري.

وتبقى مظاهر العشوائية مستمرة دون حسيب ولا رقيب، حيث انتشرت مطاعم الأكلات السريعة في المدينة بشكل غير منظم، في ظل غياب رقابة صارمة لشروط الصحة والنظافة. وهو ما يهدد سلامة المستهلكين، خصوصا في الفضاءات القريبة من المدارس والمناطق السياحية.

ومن جهة أخرى، تشهد مراكش توسعا عمرانيا غير متحكم فيه، ما نتج عنه مشاكل تتعلق بالخدمات، والنقل، والنظافة. هذا الواقع يطرح بحدة مسألة الحكامة وغياب تصور شامل لتأهيل المدينة بشكل مستدام.

هذا ما دفع الساكنة للتساءل اليوم عن مستقبل المدينة في ظل تدبير يوصف بالمرتبك والضعيف. كما أن الانتقادات تطال السيدة العمدة، التي يرى فيها البعض رمزا لفشل مزدوج؛ محليا على رأس المجلس الجماعي، ووطنيا في مهامها الوزارية.