يعيش عدد من المواطنين بمنطقة الكنتور بإقليم اليوسفية أوضاعا اجتماعية صعبة، نتيجة ما وصفوه بالضرر المباشر الذي تسببت فيه أنشطة المجمع الشريف للفوسفاط (OCP)، خاصة على مستوى فرص الشغل واستغلال الأراضي، وسط مطالب بفتح تحقيق في مدى التزام المؤسسة بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه السكان المحليين.
وتقدم عبد المولى شناوي، أحد سكان المنطقة، بشكاية رسمية إلى قائد قيادة الكنتور بتاريخ 29 غشت 2024، طالب فيها بإنصافه بعد أن أصبحت أرضه غير صالحة للاستغلال، نتيجة مرور شاحنات نقل الرمال التابعة لـOCP من فوقها بشكل يومي.
وأوضح شناوي في شكايته أنه كان يشتغل منذ سنوات في استخراج الرمال من وادي تساوت بواسطة دابة، كمصدر دخل وحيد يعيل به أسرته، قبل أن يحرم من هذا المورد دون تعويض أو بديل، رغم تواصله مع السلطات المحلية.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فعبد المولى شناوي، رفقة زميله هشام، يخوضان منذ أكثر من 38 يوما اعتصاما مفتوحا أمام إدارة موقع المزيندة التابع لـOCP، احتجاجا على الإقصاء من فرص العمل التي توفرها شركات المناولة العاملة بالموقع.
وقد عرف الاعتصام توترا خلال الأيام الأخيرة، بعد تدخل للقوات المساعدة أدى إلى سقوط هشام مغشيا عليه، استدعى نقله إلى المستشفى. وأكد المعتصمان أن شكواهم تتعلق بالإقصاء وتوظيف آخرين من عائلات مسؤولين مكانهم بعد جائحة كورونا، دون أي سند قانوني أو تبرير رسمي.
من جهة أخرى، عبر عبد المولى شناوي، في تصريح لجريدة “كِشـTV” عن استيائه من رفض إدارة OCP تسلم شكايته، رغم أنه عمل سابقا مع شركة مناولة متعاقدة مع المجمع. وأكد شناوي أن عائلته ساهمت في إنجاز مشروع منجم المزيندة بعد أن تم نزع أراضيها، مما يبرر، حسب تعبيره، حقه في أولوية التشغيل.
واستنكر المعني ما وصفه بالتهميش والاحتقار، داعيا إدارة الموقع إلى الالتفات لحالته الاجتماعية والمهنية وتمكينه من فرصة عمل تحفظ كرامته.
وتسلط هذه الشهادات الضوء على معاناة مواطنين يعيشون في محيط أحد أكبر المشاريع الصناعية بالمغرب، دون أن يجنوا أي ثمار من عوائده، مما يطرح تساؤلات جادة حول مدى التزام الشركات الوطنية الكبرى بمسؤوليتها الاجتماعية، واحترامها لمبدأ أولوية أبناء المناطق المتضررة في التشغيل.
كما دعا المتضررون عبر منابر محلية وحقوقية إلى ضرورة تدخل السلطات المعنية، لفتح تحقيق عاجل وإنصاف من تم إقصاؤهم دون مبرر، وضمان توزيع عادل لفرص الشغل بالمناطق المنجمية.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.