مرة أخرى، تكشف الجزائر عن أسلوبها المفضل في إدارة ملف الصحراء، من خلال محاولة نفخ بالونها المثقوب المسمى “البوليساريو”. المشهد هذه المرة جاء من غانا، خلال قمة الأحزاب السياسية الإفريقية، حيث ظهر ما يسمى بـ”ممثل البوليساريو” عبد القادر الطالب عمر متسللاً بجانب الوفد الجزائري، حاملاً يافطة مخالفة لما تحمله الوفود الرسمية المشاركة.
الحضور لم يكن وليد دعوة رسمية، بل جاء أشبه بمحاولة تسلل عبر الأبواب الخلفية، في مشهد يفتقد لأبسط قواعد اللياقة الدبلوماسية. بالنسبة للمراقبين، هذا السلوك لا يسيء فقط إلى هؤلاء الذين قبلوا لعب دور البيادق، بل يفضح الجزائر نفسها أمام القارة الإفريقية، باعتبارها دولة تضطر لتهريب “ممثلين” لا يملكون حتى مقعداً باسمهم.

مثل هذه التصرفات تكشف عجزاً دبلوماسياً واضحاً، حين تتحول المشاركة في القمم الإفريقية من حضور مدعوّ ومحترم إلى محاولة إقحام أسماء وكيانات خارج قائمة الضيوف، في مشهد يختزل حجم المأزق السياسي الذي تعيشه الجزائر في هذا الملف.
ما حدث في غانا يعكس، مرة أخرى، أن البوليساريو ليس سوى أداة تتحرك بخيوط تُدار من مكاتب جنرالات الجزائر. الهدف، كما يرى المتابعون، هو محاولة يائسة للضغط على المغرب في المحافل الإقليمية والدولية، رغم أن التجربة أثبتت أن المغرب ليس طرفاً سهلاً يمكن ليّ ذراعه، بل صخرة صلبة تكسر يد من يحاول العبث بها.
وفي النهاية، لا تكشف هذه التصرفات سوى مزيد من التآكل في صورة الجزائر على الساحة الإفريقية، حيث يصبح حضورها وحضور من تجرّهم معها أشبه بظل باهت يبتعد عن الصفوف الأمامية، بلا تأثير ولا قيمة تذكر.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.